كان صديقي زيوس السوري في حوارٍ مفتوح مع حبِّ التاريخ و تاريخ الحبّ على منصة افتراضية ليس لها إلّا التصديق على تأريخ انتصار الأقوياء حينما تغدو وجهة نظر الضعفاء مجرَّد حبرٍ متلاشٍ من وهم الورق المندثر و هكذا وجد مع البريطاني جوليان بارنز الإحساس بالنهاية التي ينتظرها في الخامسة و الأربعين من سنوات الانتصار بالضعف و الانتصار له و الانتصار عليه مسخِّراً سيف القوة الكامنة لا القوة العسكرية ولا السياسية ولا الثقافية الفكرية ولا الاجتماعية ولا الإعلامية لرؤية الخديعة الكبرى حتَّى تعايش معها إلى حدِّ تبني النهاية في ظلِّ الإحساس بها و تبني الإحساس بها في ظلّ بيانها و تبيانها أمام متغيرات انتظار الخامسة و الأربعين و ليتكم تعرفون ماذا تكون الخامسة و الأربعون و هي تلاحق الخمسين لا لتعاصر الكهولة المتمرِّدة على الخوف و إنَّما لتطوي ملفَّ الخوف قبل إمساك الموت من عنقه حيَّاً كي يختنق بما يخنق به سنوات الانتصار و الفشل بحزام سورية المسروق من بنطال الجغرافية و من سراويلها المكانية و الزمانية المقاومة لكلِّ أبجديات الاهتراء !

هل يقرأ قادة الشرق الأوسط إحساسهم بالنهاية أم أنَّهم يتجرعون ذلَّ أبديتهم الشهوانية و شهوانيتهم الأبدية و هم يسطِّرون السلطة فقط لمجرَّد إمساكهم بعصا البقاء التي لا يهشون بها إلَّا على قطعان المنطقة بالجبروت و هل سوى الجبروت يبقي هؤلاء قادة لمنطقةٍ المعرفةُ فيها سلعة خاسرة و الجهلُ فيها رابحٌ بكلِّ المقاييس المعلومة و غير المعلومة؟!
بعد إغلاق صديقي زيوس السوريّ حواره المفتوخ حضر رقصةً صوفيةً تحاول اغتيال الله فما كان منه إلا فتح خط الاتصال المباشر معه مخبراً إيَّاه باغتياله المتكرِّر وسط لحظات رقصٍ صوفيّةٍ لا تختلف في ظلمتها عن الأصولية و السلفية حينها انتفض الله كما كلِّ انتفاضةٍ نهايتها الصمت و السكون و بدأ زبد الحياة يتطاير من فيه رضوخه المتتالي أمام شبح الموت حتَّى طال رذاذ غضبه عقل صديقي فصحا بعد طول جدل و استدعى طيف عبَّاس بن فرناس محاولاً إنقاذ الله بتجربة ارتفاعٍ جديدة تخرجه من خرافات النهاية المحسوسة في مجمل رؤوس المسلمين التي تكادُ تكون فارغة إلا من الأحقاد المبنية على عقائد جهلٍ ممارسة غير سليمة تسرقهم من عيشهم الحرّ قبل محاولاتهم سرقة حيوات الآخرين منهم و من وجود سعادتهم البعيدة عن النفاق و الشيزوفرينيا !
انقضّ ذئب هيجل(ذئب المعرفة ) على عقول الجهلة بالمعرفة فلم تجد أنيابه مكاناً لها في الجسد الحكوميّ السوريّ الضرائبيّ غير الإنتاجيّ و أظهرت وزارات الوقود التجهيليّ التجويعيّ عجزاً كبيراً عن بثّ وقود التنوير والإشباع و رغم ما يجري من صراعات التجويع وسط ملاحم شعب سورية أبدى زيوس فرحه بإنقاذ الله و قرأ الفاتحة التنويرية المهددة بالتلاشي على روح عبَّاس بن فرناس إذْ صار قبره مستذئباً بعد أن شُوِّه ليلاً بأقدام المواشي !