آراء الكتاب: أشد كفرا من اليهود …- بقلم : يامن أحمد


  • لا أبارز الأكاذيب كي أتلو عليكم همم قلمي بل إنه عشق الحقيقة في زمن سطوة التزييف .  فمن يريد أن يسأل عن طاعون الجهل الذي يفتك بشعوب المنطقة عليه أن يقرر هل يقف متفرجا كما شبح لا ظل له في النور ولا  في ظلمة أو أن عليه أن يلجم  في صدره عويل الهزائم و يمتشق الضوء ويخوض  ملحمة الشرف الأعظم التي يحياها الشرق المغترب في سردايب الظلمات .قبل أن تهاجمني أيها الناظر إلى الإسلام  من أعين داعش أو عن شيخ من شيوخ حكومات الإستسلام مع تل أبيب اعلم أنه ما أنا إلا  سوري مقاوم أتحدث للجميع لا إلى طائفة بعينها بل إلى الجميع ..
    فتوى ابن تيمية تقول أن العلويين أشد كفرا من اليهود و بعيدا عن الأذى الذي سببته هذه الفتوى للعلويين من التحريض على قتلهم فإن هذا الأذى  مازال يمكن حله أخلاقيا ودينيا من قبل العقلاء من رجال  الدين ذوي المذهب  السني  وهذا ما فعله حقيقة بعضهم ولكن الطامة الكبرى تتجلى في أن المشكلة ليست هنا فقط إذ أن ابن تيمية  لم يسبب أذى للعلويين فحسب  بل تسبب بحماية أكبر كيان إرهابي إجرامي في العالم من مواجهة الجهاد الإسلامي  أنه الكيان الصهيوني المقام على أرض فلسطين والذي مازال  يحيا آمانا غير معهود في زمن جهاد ابن تيمية والمريب عدم تعرض قوات اليهود المحتلين لزحف عشرات آلاف المجاهدين في قتال الجيش العربي السوري بل كانت ومازالت تقصف الجيش العربي السوري بالتزامن مع قصف المجاهدين له إنه الجيش  الذي كفره أتباع ابن تيمية على أنه جيش نصيري مجوسي و..و..إلخ   لقد عكس ابن تيمية عبر فتواه مفهوم الجهاد ونقله من القدس إلى دمشق وهو بهذا أيضا ضمن للمحتل اليهودي مالم يضمنه العدو لنفسه مع كامل ترسانة سلاحه فمن بمستطاعه نقل المعارك من (أرض)  العدو اليهودي إلى أراضي الغير  إلا لسبب أباح فيه المحرمات   .لقد حرف ابن تيمية  إيمان بعض المسلمين بما جاء به القرآن من أسس وقواعد في معرفة الأعداء  ولهذا نرى تبعات هذا الإرث المظلم اليوم حيث أن  أتباع ابن تيمية عرفوا أن بشار الأسد علويا فقط عندما بدأ ربيع  برنار ليفي وقصف الناتو لليبيا إلا أنه ومن قبل كان ناسك قاعدة العديد في قطر يوسف القرضاوي يعلم أن الأسد قائد مقاوم  شجاع وفجأة اسنتفر القرضاوي الجهاديين من كل حدب وصوب (لنصرة الدين) أما المسلمون وفي فلسطين فيقتلون ويذبحون منذ مايقارب القرن من قبل المحتل اليهودي الأشد عداء للذين آمنوا ولم يهب لنجدتهم واحد بالمئة من طوفان الجهاديين الذين جاؤوا لمحاربة دمشق مأوى المقاومة وبيت المقاومين للعدو اليهودي المحتل .هنا أيها الفلسطيني عليك أن تسأل لماذا تأخر تحرير القدس إن كنت باحثا عن نكبات الأمة الحقيقية بلا أية ميول جاهلية وإسأل لماذا جميع الكيانات التي تقدس وتعظم فتوى ابن تيمية لم تقدم لكم رصاصة خلبية واحدة بل من قدم ويقدم لكم هو من كفره ابن تيمية وأباح دمه وهو الرئيس بشار الأسد هذا الذي تم تحليل قتله هو من حلل لكم أرضه مقاما لقيادات المقاومة الفلسطينية وقدم صواريخه سلاحا تصل غزة وليس سفن الغشاشين المسالمين كما فعل الممثل والإستعراضي الشهير اردوغان .كل يقاوم اليهودي بحسب إيمانه ورجاحة عقله واستقلال إرادته ورأيه ..

  • إن قيام كيان لليهود المعتدين  آمنا مطمئنا في قلب أمم من المسلمين  ليس له سوى دليل على أن قلوب المسلمين منشغلة برد عدوان وهمي ولهذا فإن تفسير القرآن وتوجيهه بحسب المزاج البشري المعطل عن التفكر  لن يمنح المسلمين سوى المزيد من الضياع فلم يصل الأمر بالمسلمين يوما لما هو عليه اليوم من تناحر وتشرذم اجتماعي  وإنتشار عسكري غير عادي على أراضي العرب لأمبراطورية الصهيونية العالمية الممثلة بالأمريكان واليهود المحتلين  إلا بسبب إتباع  نهج مخالف لحقيقة الإسلام   ولو صح المعتقد في فهم الإسلام لما رأينا الصليبيين الجدد ولايهوديا محتل  في البلدان المسلمة فهذه المنطقة العربية تحيا تغيرات شاذة فكريا نتيحة إرث مظلم من التزوير والتحريف فقد عرفنا أن القرآن قال :
    (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .).
    ورغم  أن عدد اليهود لايتجاوز الأربعة مليون مستوطن لم تستطع أمة المليار مسلم هزيمتهم سيقول لنا البعض بأن الحدود لم تفتح لهم؟ . لنقول : وكيف فتحت الأرض كلها لقتال الجيش العربي السوري ؟؟ إنه المعتقد المخالف للقرآن الكريم .
    لقد عمل ابن تيمية على تشريع الإقتتال الداخلي المستديم فهل يعقل أن يقول بشري غير معصوم أن هناك من هم أكفر من اليهود والله تعالى قال :
    (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.).
    فمن الأجدر أن يصدقه العقلاء؟؟
     لم يلج الإحتلال الامريكي سوريا إلا بعد تصريح القرضاوي الشهير الذي  نطق به  ابن تيمية من قبل وقوله العلويين أشد كفرا من اليهود والنصارى وهنا طامة أخرى حيث ذكر هنا  النصارى أيضا أي المسيحيين ومن لايذكر ((الكافر )) جول جمال الذي فجر المدمرة الفرنسية قبالة سواحل مصر بجسده  إنه لا يعقل أن يكون للعالم المتزن المؤمن شأن في تعاظم قوة المحتل  إلا لضعف في عقله وجهل في دينه وقصر في رؤيته للوقائع والحقائق ولو عرف ابن تيمية من هم العلويون لما ظهر هو وفتاويه جاهلا اليوم أمام وقائع يشهد عليها أهل  الأرض بأن اليهود لم يهزموا شر هزيمة في الزمن الحديث إلا على يد حافظ الأسد وذكاء بشار الأسد في حرب تموز ٢٠٠٦ .. إن الملحمة التي حدثت عند هزيمة جيش العدو الصهيوني في  بيروت وإنسحابه منها كانت نتيجة حرب كبرى وقف فيها جيش من السوريين من السنة والعلويين فهذا القائد الوطني قاد هذا الجيش السوري الوطني ونجح في النصر على اليهود المحتلين  أما في حرب تموز فقد قال أتباع ابن تيمية عن حرب تموز أنها مغامرة بل وقال صغار ابن تيمية من فقهاء الذل والمحتل أن الدعاء يمنع لنصر المقاومة بينما زود الأسد المقاومة بأخطر الصواريخ التي ضربت الكيان الصهيوني كما كان لصواريخ كورنيت دورا مرعبا في سحق أسطورة دبابات الميركافا الصهيونية وهذا كله بفضل من أباح دمه ابن تيمية الدكتور بشار حافظ الأسد ..
    .. قوله : 
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا.)
    نلاحظ في الأية السابقة قوله :(هم الكافرون حقا )  أي أنه كفر مابعده كفر مع أن هؤلاء يؤمنون ببعض  ويكفرون ببعض وهنا قيل لهم :
    ( أولئك هم الكافرون حقا )  أما ابن تيمية له رأي آخر بأن هناك من هم  أشد كفرا من اليهود و الأعراب والمنافقين  ونحن نعلم اليوم ما هي طبيعة علاقات أعراب الخليج  مع أمريكا وتل أبيب فهي علاقات تؤكد وتثبت أن القرآن الكريم  تنزه عن القراءة المزاجية من  البشر فهو لم يكفر جزء من الأعراب ولم يجد في اليهود عداوة وجودية ضد الذين آمنوا  للحظات زمنية محددة بل أنها وحتى اليوم قائمة موجودة  هكذا تتحقق آيات القرآن الكريم فيهم مناقضا ومنافيا ادعاءات البشر غير المعصومين فما قاله ابن تيمية في الأمس يكذبه واقع اليوم ..
    ندقق بقوله :(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ).
    دقق في قوله: (وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم ) . لم يذكر الله الآعداء الآخرين ولم يطلع المسلمين عليهم أما ابن تيمية فقد أطلع المسلمين على مالم يقوله الله هنا .أريد أن أقول هنا إن كان الله جل جلاله لم يخبر المسلمين ببقية الأعداء فكيف لمن هو بشري أن يخبر عن أعداء لم يذكرهم القرآن  الكريم؟؟
    إن من أسقط صدام حسين ودمر العراق ليسوا العلويين يا ((شيخ الإسلام))  إنما هم  تتار  العصر المعتدون من أتباعك والمتمسكون بفتواك والقادمون من أشد البلدان دفاعا عنك ومن  العثمانيين الجدد  وكذلك اتباعك استقبلوا اليهودي الصهيوني برنار ليفي استقبال الأبطال في ليبيا ضد أتباع المقاوم عمر المختار ..أتباعك يا ابن تيمية هم من حاربوا  القائد حافظ الأسد داخليا بينما هو يحارب العدو اليهودي في بيروت ..هناك قصص طويلة وإثباتات واقعية متعقلة تؤكد أن الذي أدخل الطمأنينة إلى قلب كل يهودي  وقال له هناك من هم أخطر منك في العداء وأشد كفرا منك  هو المسؤول عما يجري اليوم  فكيف لعالم ورجل دين أن يدخل الطمأنينة في قلوب من هم أشد عداء للذين آمنوا مع تحييد الأعراب الأشد كفرا ونفاقا فهل هذا هو الفقه أم أنه السفه ..
هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s