بقيت أكذّب نبأ وفاة الدكتور بهجت سليمان لواء الحكماء و الآباء السوريين المؤسّسين حتّى صلبني النبأ بالحقيقة و رأيت نفسي ملقىً أمام تصوّر رقاده الطويل لتزيد معركتي أحزاناً وعدْتُه من خلالها أن أمسك دموعي كي يبقى وجه سورية البسّام شوكةً في حلوق المعتدين و مبشّراً بانتصارنا البشّار !…….

استحضرتُ بلال الحبشي و قلت له أذّن في آذاني صوت المٱذن الحزينة الغاضبة على فقدان الأبطال في دمشق و أمرته أن يقتلع قلبي بدلاً من كبدي ليلوكه في مآتم الجراح فإذا بصوت البطل المسافر يقول لي قف يا زيوس يا سليل حدد و حفيد حامورابي أمام أشجاني و افرح أكثر بانتصارنا لدمشق أمّ المآتم و سيّدة الأفراح معزّزاً قوانين كلمتك الصارمة في حبّ سورية حتى البقاء الأبديّ يوم لا تنفع سلطة و لا يتكلّم جاه و لا يعيدك ابنٌ من لوح الأسفار الحالمة إلاّ من أتى الوطن بقلب نابضٍ بالعشق و عامرٍ بالعشّاق!…….
فتح الموت دفاتري و نبش تراب سكوني لأقوم غاضباً أعاتبه على سرقة من حفظت بهم سورية ماء وجه العرب المقاومين لا من باب ولاية الفقيه المنغمس في دياناته و إنّما من باب فقه ولاياته السياسية الكثيرة !…….
لروحك يا لواء الكلمة كلمات العزاء الطويل يا من كنت تعزّيها في بلدان المعاول الصامدة و الكلمات الساكنة و الأهوال المهاجرة !…….
لروحك سلام القناديل يا نداء الوطن الواحد الموحّد
بقلم زيوس حدد حامورابي