لا .. عالية واضحة وصريحة.. لا أريد جائزتكم ولن تغريني كل دراهمكم المُغَّمَسة بدَّم الغدر والقتل والتآمر والإستعباد وتدمير الأوطان ولو كانت بقيمة ربع مليون يورو
عاد الفيلسوف القدير والرشيق البالغ من العمر 91 عاماً عن قراره الخاطئ بقبول الجائزة الحرزانة… فتراجعَ ورفضَ قبول جائزة الشيخ زايد للكتّاب لهذا العام … وها هي فضيلة المانية فاخرة من عالم السياسة والإجتماع الفيلسوف يورغن هابرماس في زمنٍ باتَ فيه كل شيءٍ خاضعٍ للبيع والشراء والمساومة .. والتطبيع. والتطبيل له !!.
جاء رفض الفيلسوف الألماني للجائزة المُغرية على خلفية مقالٍ ناقد من كعب الدِست في إنعدام الحرية والديموقراطية في الامارات و لإنتهاكات مريعة لحقوق الانسان في الإمارات العربية نشرته شبيغل منذ أيام، الأمر الذي دفع الفيلسوف لإعادة النظر في مسألة قبوله الجائزة الإماراتية في خطوة تحمل في طيَّاتِها شجاعة أدبية وإنسانية عالية جداً تستحق التصفيق بقوّة .. فأعلن عن تراجعه ورفضه لإستلام الجائزة كي لا يصبح مجرَّد كأساً ترويجياً لنظام الإمارات العربية 🏆 !!!.

اللافت هنا ان الفيلسوف الالماني أثار إعجابي الشديد واعجاب الكثيرين حين أظهر إنفتاحاً على المعلومات الخطيرة عن انتهاك حقوق الانسان في الامارات التي وردت في مقال دير شبيغل ، ثم أظهر الفيلسوف المُسِّن رشاقةً متينة وكفاءةً ذهنية وأدبية عالية جداً في التعامل مع هكذا موقف وأعلن عن تراجعه عن قبول الجائزة… خاصةً بعد ان وردَ تصنيف “منظمة فريدوم هاوس” الحقوقية عن حقوق الانسان في الامارات والتي حصلت على تصنيف فضائحي ومتدّني جداً و الذي بلغ ١٧ نقطة فقط لاغير من أصل مائة نقطة !!.
الجديد بالذكر ان ان الفيلسوف الالماني كتب توضيحاً يوم أمس الاحد ما يلي:
“لقد أعلنت عن إستعدادي لقبول جائزة الشيخ زايد للكتّاب لهذا العام ، وكان هذا قراراً خاطئاً مني وأنا الآن أُصححه”!!.
تراجع الفيلسوف ورفض دراهمهم الحمراء بلون الدَّم ولم تتراجع الامارات عن التبّجُح بفضائلها هنا وهناك في العالم العربي الذي حَوَّلته لعالمٍ عبري!!!.
فخرجت علينا الجهة المنّظمة وأسفت لقرار الفيلسوف هابرماس بالتراجع عن قبول الجائزة!!. وجاء في بيانٍ مقتضب للمشرفون على الجائزة جاء فيه ما يلي:
تُعرب جائزة الشيخ زايد للكتاب عن اسفها لتراجع السيد يورغن هابرماس عن قبوله المُسبق للجائزة لكنها تحترم قراره!.. وتُجسد الجائزة قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات وستواصل أداء هذه الرسالة”!!!!..
يا للهول … يا للهول
ستواصل الامارات أداء هذه الرسالة؟!!.
اي رسالة بلا صُغرة ؟ رسالة غزو بلاد الرافدين أو رسالة تدمير ليبيا وسرقة ثرواتها ؟.. رسالة الحرب الكونية والحصار والتآمر على بلد العرين والياسمين!؟. رسالة العدوان والحرب الهمجية على شعب اليمن الاعزل وتدمير البشر والحجر فيه !؟؟.
يا للهول . .. وتباً لكم ولجوائزكم ولقيم التسامح والمعرفة عندكم .. وتباً لبناء الجسور التي تبنونها على المريخ!!.
إذا كان الشيخ الشهيد راغب حرب قد قال يوماً في جنوب لبنان قبيل إغتياله : المصافحة مع العدو إعتراف به… ولن أُصافح … فإن الفيلسوف الالماني هابرماس قال بالإمس للامارات : قبولي بجائزتكم هو إعترافٌ
صريحٌ بكم وقبولٌ بكل إنتهاكاتكم وإرتكاباتكم!!!.

الشكر للمتابعة من ألمانيا.
20210505
انا لا اعرف الفيلسوف ابدا ولاكن لي الحق أن أسأل: ما هوا رأي الفيلسوف بإسرائيل وحقوق الفلسطينيين(يون؟)؟ ما هوا رأيه من الحرب الإرهابية على سوريا واليمن وانتهاك الحقوق في البحرين… الخ الخ الخ؟؟؟
بعض/معظم العالم عندما يستمعون لجملة تعجبهم، من انسان ما، يعبدونه فورا بدون التدقيق بتاريخه والنوايا. كما البعض مجَّدَ الثعلب توماس فريدمان( وغيره ) بعد جملة واحده.
ما هيا نسبة الثقة ب “دير شبيغل” وأخواتها؟
قطف الكرز ماشي.
شكرا لكم.