لاأدري ماهي هذه الموهبة لدي قادة حماس في الانجذاب الى الدول والانظمة التي توجد فيها اسرائيل بكثافة .. ويوجد فيها الموساد بكثافة .. وتكون قصورها محشوة بالجواسيس لاسرائيل .. وهي تملك علاقات راسخة وواسعة مع اسرائيل .. شيء عجيب وظاهرة تستدعي التأمل والتحليل .. تحليل الدم والبول والأنفاس .. ومع هذا لاأظن اننا سنوفق الى معرفة هذا السر الغريب ..
عندما وجدت ان اسماعيل هنية قد حطت اقدامه الطاهرة في المغرب وفي ضيافة حزب العدالة والتنمية ورئيسه (العثماني) روحا وفكرا وايمانا ولقبا وهوى .. وضعت يدي على راسي وقلت ماهو فضل حزب العدالة والتنمية المغربي على فلسطين والقدس؟؟ بل ان الاسم نفسه المشتق من حزب تركيا كان منذ فترة في رقصة تطبيع وفتوى تطبيع مع اسرائيل .. فماالقصة؟؟
وفي المغرب كلنا صرنا نعرف حكاية الملك الحسن الثاني (الذي رحل غير ماسوف عليه) الذي كان يزرع ميكروفونات تنصت في مؤتمرات القمة العربية ويوصلها الى غرف ضباط الموساد الذين كانوا يشتركون في حضور القمة العربية وسبقوا عصر الكورونا والمؤتمرات الافتراضية لانهم كانوا يسمعون انفاس ياسر عرفات والزعماء العرب في آذانهم بفضل ملك المغرب الذي كان وللمفارقة رئيس لجنة القدس في الجامعة العربية .. لا بل ان انور السادات كان يرسم كامب ديفيد تحت مشورة ونصيحة الحسن الثاني الذي يقال انه كان الاب الروحي للفكرة او لعب دور الخاطبة بين مصر واسرائيل ..

ماذا يتوقع هنية ان يحصل من المغرب .. ولايوجد في كل الأدبيات السياسية الرسمية المغربية اي تنويه لفلسطين؟ .. وأظن ان ملك المغرب الحالي لايعرف اين هي فلسطين .. وأتحدى الكون كله ان كان سمعه احد يلفظ هذه الحروف ( فلسطين) في اي مناسبة .. الى حد ان معرفة مرسي الزيناتي في مسرحية مدرسة المشاغبين عن المنطق ثرية جدا بالقياس الى معرفة الملك المغربي بما تعنيه القدس .. وهو من السباقين على ميشيل سليمان اللبناني في التعرف الى مبدأ النأي بالنفس على اصوله فهو ناء بنفسه منذ ان ولدته امه .. وربما قبل يولد .. ويوم ولد .. ويوم يبعث حيا ..!!

هذا في السياسة مايسمى بالانجذاب الاخواني … فكل ماهو اخواني يجذب حماس .. وبالاصح كل ماهو اسرائيلي الهوى يجذب حماس بشدة .. حتى لو كان مائير كاهانا يقول انه اخواني لذهبت حماس اليه .. وطبعا الذريعة هي ان حماس تتواصل مع الشعوب .. فالشعب التركي والشعب المغربي يحبان فلسطين والزيارة هي للشعب المغربي رغم ان الشعب المغربي لايحتاج زيارة من حماس ليحب فلسطين ويدافع عنها .. لأنه قبل حماس وبعدها سيبقى محبا بشدة لفلسطين .. ولكن هذه الزيارات بعلم حماس وفلسطين وبعد معركة سيف القدس هي لتلميع حذاء الملك من كثرة زياراته للمؤتمرات اليهودية التي اختارت المغرب ان تعقد فيه الوكالة اليهودية مؤترها دونا عن كل الامم والدول وتحت رعاية الملك نفسه (الذي يجب ألا ننسى انه رئيس لجنة حماية القدس) ..
أرجو الا تظنوا انني احس بالغيرة والحسد ان أقدام هنية المباركة وصلت الى المغرب .. من بعد قطر التي صارت ام فلسطين وتركيا الحبيبة التي تقدم لها المهور الغالية .. وأنا لاأزال لاأريد اي قيادي لحماس ان يدخل دمشق ولا أن يزورها .. رغم ان سلاح سورية وايران وحزب الله هو الذي يحمي غزة .. لأن حماس بخلت حتى بكلمة في وقت كان الكلام اهم من الذهب واهم من الحياة وكان سيوفر الضحايا والحروب المذهبية ..
ولكن السؤال الذي لاأعرف الاجابة عنه هو: ماهذا الانف الذي تملكه حماس ويشم رائحة الاخوان المسلمين من على بعد آلاف الاميال .. تشمموا اقدام القرضاوي وشنبات امراء قطر .. والثياب الداخلية لاردوغان .. ولحية محمد مرسي .. وغيرهم ..

وماهذه الحاسة القوية للشم التي تجعلهم يصلون الى اي حزب يأكل من فضلات العثمانية الجديدة .. ؟؟

موهبة خارقة في حب كل من يهوى اسرائيل ونصفه موساد .. ان لم يكن كله موساد .. من استانبول الى الدوحة الى عاصمة “سيدنا” ملك المغرب الذي يبدو في المؤتمر الصحفي وكأنه يجلس خلف هنية ويستمع اليه .. ويضحك عليه .. وعلى هذه الديبلوماسية الحمساوية ..

يجوز في ان نقول في أنف قادة حماس الذي ينجذب للموساد والاخوان ماقاله نزار قبالني في الحب:

للحب رائحة وليس بوسعها …….. ألا تفوح مزارع الدراق

ومن المناسب ان نقول:

للموساد رائحة وليس بوسعها .. ألا تفوح مزارع الاخوان