أحلام بين البراكين الثائرة .. من بريد أفغانستان: النهاية واحدة

بئس الاحلام الجميلة التي تخدر صاحبها .. ونعم الاحلام التي تشبه الكوابيس كي يستيقظ من ينام بين العقارب والأفاعي .. وهذا الشرق مليء بالنيام الحالمين والمخدرين بالاحلام الناعمة الرومانسية .. وكلهم ناموا على أنغام اغنية امريكية .. حرية وديموقراطية وسلام الشجعان وسلطة وثورات ملونة وسلام وتطبيع ..
لاأعرف اي نظرية يمكن ان تشرح مشاهد افغانستان .. فالبعض يقول انها خطة ب الامريكية لاطلاق وحش طالبان ضد كل الخصوم في ايران وروسيا والصين .. بدليل انها تمت بعد سنوات من المفاوضات في قطر .. واميريكا تخرج بهذا الشكل كي تبرئ نفسها من اي سلوك لطالبان ضد الجوار اتفق على تنفيذه كمهمة لطالبان مقابل اعادتها للسلطة .. والبعض يقول ان اميريكا تلوذ بالفرار .. ولكن مهما كان التفسير والتحليل فان هناك شيئا واحدا ثابتا وهو ان اميريكا تلعب بالبشر الذين يخدمونها في اي لعبة تلعبها .. فيوما خلقت طالبان وفي يوم أخر سحقتها .. ثم اعادت طالبان المسحوقة لتسحق بها اعداء جددا .. وغيرت طاقم الخدم في افغانستان ..
طاقم الخدم ليس في افغانستان فقط .. بل هو في كل تحالف تجريه اميريكا .. فاي تحالف لاتفهمه اميريكا الا انه عقد خدمة تنتهي صلاحيته مثل اي منتج عليه تاريخ صلاحية .. ولذلك فان تحالفها مع الحركات الاخوانية والاسلام السياسي مثل تحالفها السابق مع طالبان .. ثم انقلابها عليها ثم انقلابها على من حل محل طالبان ..


الربيع العربي هو نسخة طبق الاصل عن تحالف اميريكا مع طالبان العربية والذي ستنقلب عليه بعد ان تهيء فريقا جديدا للخدمة .. ومجموعة الخدم والسفرجية في لبنان مروا بنفس مرحلة افغانستان في التسعينات عندما تركتهم اميريكا بين يدي الجيش السوري .. الذي أخطأ انه لم يقم بعملية محاكمة ميدانية لكل العملاء وشنقهم في ساحات لبنان لأن اميريكا كانت ستقبل اي ثمن مقابل ان تربح معركة الكويت وكانت هي التي ستنصب المشانق لعملائها في لبنان لتجنب الاسد الاحراج .. ولكن الاسد الكبير تسامى ومشى فوق الجراح وترك جعجع وجنبلاط والقوات والكتائب واتباعهم دون أذى .. ليظلوا كامنين بأنيابهم ليعضوا اليد التي قال صاحبها لهم يوم دخل جحورهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء ..


قسد العميلة سيأتي دورها في عملية مشابهة للانسحاب الامريكي لأن اطلاق يد طالبان في افغانستان قد يفهم منها ان اميريكا يئست من مواجهة ايران بالطريقة التقليدية وقررت نهش ظهر ايران بطالبان .. ولكن هذا ان حدث فانه يعني ان ايران ستنهشها في العراق وسورية .. وهذا يعني ان اميريكا ستحمل لحمها الذي قد ينهش وتغادر على عجل كي لاتطالها أذرع ايران وأسنانها في العراق وسورية وتترك ايران وطالبان تتقاتلان بعيدا عنها كما فعلت مع صدام حسين وايران وتركتهما يتقاتلان .. اي ان قسد مقبلة على نفس المصير الافغاني .. ونفس المشاهد .. وسنرى بدلا من الجلابيب الافغانية تهرول خلف الطائرات سنرى السراويل الكردية تتعلق بالطائرات ..


وهنا اتمنى على الجيش السوري ان لايرحم أي واحد في قيادة قسد .. وان لايكرر خطأ التسعينات في لبنان ويصفح ويرفع شعار اذهبوا فانتم الطلقاء .. بل عليه ان يقيم محاكمات ميدانية ومشانق لكل الخونة الانفصاليين .. فمن سيحمي الحالمين بعد رحيل الاغنية وصاحبها وكلماتها المضللة ؟؟ من حق الحالمين ان يناموا على وسادة اي اغنية .. ومن حقنا ان نعلقهم على حبل اية مشنقة تتأرجح كالسلم الموسيقي عموديا ..
هل ستتخلى اميريكا وتركيا عن مرتزقة ادلب بنفس الطريقة؟ الحالمون والنائمون على انغام أغنية تركية وصلوات اردوغانية لايعرفون شيئا في السياسة .. فبالرغم من ان اميريكا تستفيد من هؤلاء وتركيا تستفيد الا ان أي صفقة او اي ضغط على اي مالك لهذه الشركات الارهابية يعني انه سيبيعها ويتخلص منها .. بل ان اي تغير في تركيا ووصول قوى سياسية اخرى للحكم بأي طريقة يعني ان هذه الشركات الارهابية في ادلب سيتم اعلانها شركات خاسرة .. وسنجد نفس المناظر والمشاهد الافغانية في ادلب .. وسنرى بأم أعيننا كيف ان الشرطة التركية تطلق النار على الزاحفين نحو الحدود التركية ..


مانراه في افغانستان سنراه يوما في فلسطين .. فالشركة اليهودية التي خدمت اميريكا ستباع .. وستقبض اميريكا الثمن وتترك الاسرائيليين يتعلقون بالطائرات .. فاليهودي المستوطن هو موظف في ثكنة عسكرية اميريكة اسمها اسرائيل مثله مثل موظفي الجيش الافغاني .. فلا فضل ليهودي على أفغاني في عرف اميريكا .. فالكل خدم .. والقاعدة تسري على كل خادم ..


أعرف انني لست احلم .. وأعرف ان من يسمع نصيحتي يتمنى ان اكون في حلم .. وقلت نفس النبوءة التي ظنها البعض حلما رومانسيا لنا وكابوسا للأخرين عندما كانت حلب محتلة ولم يصدق احد اننا سنكون في حلب وسيهرول الارهابيون الى الباصات الخضراء نحو تركيا .. وهاأنذا أقولها اليوم انني أرى نفس المشاهد في درعا وفي ادلب وفي الجزيرة السورية .. وبعد ذلك سنرى نبوءة النبوءات التي يرفض أن يصدقها أحد ..
وعندها سيقول الجميع خلفي: بئس الاحلام الجميلة التي تخدر صاحبها .. ونعم الاحلام التي تشبه الكوابيس كي يستيقظ من ينام بين البراكين الثائرة ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to أحلام بين البراكين الثائرة .. من بريد أفغانستان: النهاية واحدة

  1. صالح المصلح كتب:

    لماذا لاتحكي عما يجري في قطر بعد تهميش اكثر من نصف سكانها بقانون التجنيس الجديد لقبائلهم الذين وقفو مع تمتم في حصاره ضد المحور السعودي الاماراتي البحريني المصري.. و عن قيام وحدات الجيش التركيه بتفرقة القطريين و عن صمت الجزيره عما يجري هناك رغم انها حتى في حال هب الهواء على سورية لا توفر الخبر..

  2. مشهد من قصيدة رد العرب على شكوى العقل بقلم محمد ياسين حمودة ويمكن لمن اراد مشاهدة القصيدة بكاملها الرجوع إلى الرابط أدناه:

    أما عرفتَ ياعقل أنَّ في الأرض دجَّالاً يُسامِرنا
    يَعـزفُ لنا على عُودهِ لَحنـاً يُرقصُـنا ويُطـربُنـا
    فـمـاذا علينــا لو أطعنــاه في الهوى وعَصَـيْناك
    فـلَن يُصــيـبنا حُــزْنٌ لَوْ ذَهَبَ هَوانا إلى سِـواك

    نـحـنُ لَسْـنا عُصـاةٌ بَـلْ عُـشّاقٌ وكلُّنـا بَهـالِـيـلُ
    والدَّهـرُ أفـنى الأحِـبَّة قبلنا فما هَـذِي الأبـاطيـلُ؟
    ثمُّ انظُـرْ ياعـقـلُ !هل تَرى مِثلَنا على البَسيطة
    قـوماً سُكارى فـي الهـوَى والطَّــرَبِ والجُـودِ ؟

    فَــارْحَـــلْ عـنّـا ياعـقـلُ ولا تُـعــكِّـر صَــفـْـوَنـا
    لـقــدِ افْـتـُضِـحْـنـا بـكَ وكَـثُـرَتْ عليـنـا الشُّــهـودُ
    مـاتَــرَكْـتَ لـنـا صــاحِـبــاً يـــاعـقــلُ فـَـاغْـــرب
    عَـنَّـا بـِوَجـْهـك فـَـوَالـلّـــــه لَسْتَ فـينـا مَحمُـوداً

    مــادمت تشكـو وتنـدُب سـُــوءَ حَـظِّـك بَـيْنـَنـا
    لارَجْـعَـةَ لَــك إليـْـنـا ولامَـرْحَــبــاً ولاعَـــــوْدَ

اترك رداً على صالح المصلح إلغاء الرد