اخشى أن تكون الحرب قد أكلت قلبي وكبدي وقذفتني الى جحيم الكراهية .. فمن ذا الذي سينجو من هذه الحرب دون ان تعض قلبه الكراهية ؟؟ ولكن مهما حذرني قلبي من ارتكاب الخطايا والرزايا فلن تهمني الخطايا ولايهمني الخروج من الجنة ولا الدخول في النار طالما انني أحارب الخيانات .. فالخيانات عمل لايغتفر .. ومافعله البعض منا بأرضهم ووطنهم كان خيانة الخيانات ..
الحقيقة أنني لم أكن أبحث عن الرحمة والرأفة بأي من مسلحي درعا البلد لسبب بسيط هو انني اعتبرهم جنودا اسرائيليين بكل بساطة لأن مافعلوه كان حلما لمناحيم بيغين يوما ما في أن يقاتلنا من حوران .. وهاهو مناحيم بيغين يطرد من درعا البلد .. الى ادلب ..
ربما قبل عشر سنوات كان قلبي يتلذذ بالرحمة ويبحث عن الخاطئين كي يعانقهم وعن التائهين كي يمسك بأيديهم .. وكنت أهدي احداقي وعيني لمن سرقت منه أحداقه وعيناه .. وكنت أهب بيادري وأقطع من لحم جسدي لمن حمل السلاح من أجل رغيف خبز .. ولكن بعد عشر سنوات صار قلبي بلا قلب .. وصارت روحي تبحث عن الآثمين لتعاقبهم وتجلدهم .. ولن أعطي العميان عينا ولا عصا بل سأحشو محاجرهم بالرصاص المصبوب ..
بعد عشر سنين ونحن نشعل النار في كل الظلمات وامام كل السفن حتى ان نارنا رآها سكان المريخ ورأوا مالم يره الخائنون الآثمون الذين صارت قلوبهم مثل قلوب النخاسين والمرابين والقوادين .. ومثل قلوب الضباع والأفاعي ..


نحن مقبلون على مرحلة لاريب سيخرج فيها الامريكان من الشرق السوري في اية لحظة .. وهذا صار واضحا بعد الخروج من افغانستان .. فكلام بايدن ان هناك ماهو أكثر خطرا من أفغانستان مثل سورية قد يقرأه الحالمون انه انسحب من أفغانستان ليستقر في سورية التي تحتاجه اكثر من أفغانستان .. ولكن من يريد ان يبقى في سورية عليه ان يبقى في أفغانستان لأن قوس الازمات يبدأ من هناك وينتهي هنا .. ومن غير المعقول ان تمسك نهاية القوس وتترك أولها .. ولذلك فانه من الصعب جدا ان يبقى في سورية من خرج من أفغانستان .. ومن يراقب كيف ان كل القلق الامريكي يتدفق نحو الصين وبحر الصين يدرك ان الامريكيين لايرون الشرق السوري الا فتاتا .. وان قوس الازمات القديم الممتد من أفغانستان الى سورية يتم حمله الى الشرق الأقصى لأن الشرق الاوسط صار ميدانا قديما .. وهاهم المحاربون يسرجون خيولهم ويهدمون خيامهم و موكبهم ينظر نحو أقصى الشرق ..
الانفصاليون الاكراد هم أفغان سورية .. وقريبا سنراهم معلقين بعجلات الحوامات وسيارات الهمر .. وسلفا فانني ساقول انهم سيكونون في منتهى الحصافة والحكمة اذا مافعلوا ذلك لأن مافعلوه بعد عشر سنوات من الحرب يستوجب العقاب القاسي .. وفيهم لايجوز سؤالهم (ماذا تظنون أنا فاعلون بكم؟) .. ولذلك لن يسمعوا منا جواب (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ..
ان سياسة المصالحات كانت حصيفة في زمن الغشاوة وزمن العتمة وزمن الغبار والدخان والتشويش والجواسيس .. وزمن القلوب المسروقة والعيون المسروقة .. أما اليوم وبالذات في الشرق السوري فان علينا ان نتعلم من طالبان انه يجب ان يدب الرعب في قلوب الخونة .. وألا يظن الخونة بعد اليوم انهم يستطيعون حمل السلاح الى آخر لحظة وعندما تصل اليهم دبابات الجيش السوري يعلنون التوبة والارتماء في حضن الوطن .. لأنهم على يقين ان التوبة ستعرض عليهم .. وهذا سيكون خطأ كبيرا في الحسابات بعد عشر سنين بعد ان تلاشى الغبار والدخان والنار ..
تخيلوا ان طالبان لم تقل انها ستقتل احدا او تعاقب احدا ولكن كثيرين من العملاء يدركون انهم يستحقون العقاب وان طالبان قد تنفذ فيهم العقاب وأن لها الحق المطلق فيه .. فهرولوا وتعلقوا بالعجلات وتمنوا ان يكونوا كلابا كي يحظوا بمقاعد في الطائرات المغادرة .. ولسان حال كل واحد كان يقول: ياليتني كنت كلبا أمريكيا ..
طالبان تعلمنا درسا ان الخونة خونة ولايجب ان تفتح لهم صفحات الرحمة والمغفرة ..
ان أحدنا لايحتاج أمام الخونة الى قلب المسيح .. لاننا نريد أن تعض قلوبنا أنياب اللارحمة .. يحتاج احدنا الى قلب طالبان القاسي .. بل انني اخشى ان قلب المسيح لن ينجو من أنياب اللارحمة اذا ما مر في شوارع المدن السورية التي حرمت من القمح والخبز والمحروقات بسبب الخونة الذين باعونا بقطع من الفضة .. ولو ادرك السيد المسيح الحرب السورية ورأى مافيها من خونة يباهون انهم يقبلون القتلة في اسرائيل بكل وقاحة .. ويقبلون القتلة الامريكيين بكل وقاحة من أجل حفنة من الدولارات .. لربما تغير – كما توقع نيتشه – .. وقال: أبتاه .. من لايرى الجواهر بين أقدامه سيدوسها .. ولذلك فانه يستحق ان يعامل معاملة الخنازير ..
وكما ورد في انجيل لوقا فان الشياطين دخلت في اجساد الخنازير خوفا من المسيح .. اذ طلبت ان تخرج من جسد انسان شرير ينام في المقابر وتدخل في الخنازير .. وماان دخلتها حتى أصيبت الخنازير بالجنون واندفعت نحو الجرف وهوت في البحر الى حتفها فماتت .. وكأنهم عملاء اميريكا في مطار كابول ..
ماهو الفرق بين خنازير السيد المسيح التي دخلها الشيطان فانتحرت وهي تهوي بنفسها في الجرف والبحر ..وبين الخونة الذين دخلت فيهم شياطين اميريكا .. فتعلقوا بعجلات الطائرات وسقطوا ؟؟.. والذين سيسقطون قريبا في الشرق السوري؟؟ ..
تذكروا ان مارأيناه في أفغانستان سنراه في الشرق السوري .. واسمحوا لي أن اقول بأنني أرى الأعلام الانفصالية الصفراء تتحول الى بيضاء .. وتتعلق بالطائرات .. وانا أرى هذا اليوم كما رايت يوما تحرير حلب .. وتحرير الغوطة .. ودحر الشياطين والخنازير التي دخلتها الشياطين ..