من منا سينسى كيف كان اردوغان يقبل الاطفال السوريين ويحملهم في المخيمات ويهدهدهم في احضانه ويكاد يغير لهم فوطهم من شدة حنانه؟؟ .. وتكاد امينة ان ترضعهم حليبها التركي من شدة عطفها عليهم .. ولكن سيكون عام 2022 عام اللاجئين السوريين في تركيا بكل معنى الكلمة .. لأنهم سيكونون في قلب العاصفة العنصرية الطورانية .. لأن أردوغان لن يجرؤ على مداعبة الاطفال السوريين بعد اليوم وستتحاشاهم أمينة .. لأن الغضب التركي وصل مداه الاقصى والشحن العنصري يفجر الشباب التركي .. وعام 2022 هو عام التحضير للانتخابات التركية عام 2023 .. ولذلك سيكون محور الحملة هو التخلص من اللاجئين السوريين او حبسهم في كانتونات وغيتوهات مثل الاحياء اليهودية في برلين النازية … او احراقهم !!
للأسف سيكون اللاجئون السوريون مكسر العصا بين الاحزاب المتصارعة .. وكل من يريد المزيد من الاصوات الانتخابية سيظهر القسوة في التعامل معهم .. وربما ستزداد شعبية من يقتل منهم أكثر كما هي الانتخابات الامريكية والاسرائيلية .. فالاسرائيلي الذي يقتل فلسطينيين اكثر هو الزعيم الناجح المحبوب من شعب الله المختار .. والرئيس الاميريكي الذي يعد ناخبيه انه سيتخلص من العرب والمسلمين سيكون الزعيم الاكثر شعبية وصاحب الحظ الاوفر في النجاح ..
في تركيا سيكون الزعيم الشعبي المحبوب هو الذي سيكون الاكثر قسوة على اللاجئين السوريين .. فاللاجئون السوريون هم من سيدفع فاتورة غالية جدا لأن تصفية الحسابات بين الاحزاب السياسية ستمر عبر دم السوريين الذين وجدوا انفسهم فجأة في أسوأ ورطة لم يتوقعوها على الاطلاق .. فعندما كان اردوغان يشد عصب القومية الطورانية التركية ويستقبل اللاجئين او يدفعهم لمغادرة سورية لافراغ الشمال السوري ديموغرافيا .. تمهيدا لاستعادته للامبراطورية .. عندما كان يفعل ذلك لم يدر في خلد ذلك التركي المريض انه سيجد نفسه وجها لوجه مع هذه المشكلة الديموغرافية التي دخلت بلاده .. فحساباته ان هذه الكتلة السكانية مؤقتة وهي التي ستزيد شعبيته في سورية وتركيا وعندما تسقط سورية في سلته ستعود تركيا بلا سوريين .. وتوتة توتة خلصت الحدوتة ..
لكن الحدوتة التركية لم تكتمل وغص بلعوم تركيا وهو يحاول ابتلاعها .. ووقف اللاجئون السوريون في حلق تركيا .. فاردوغان لم يقدر على دفعهم لمغادرة تركيا نحو سورية التي خربها وسرقها ولم يترك لهم شيئا ليعودوا اليه في مدن الشمال التي دمرها تماما .. وهو لم يقدر على فتح أسوار اوروبة للتخلص منهم جميعا هناك .. وبقيت اللقمة عالقة في أسفل بلعومه لاهو قادر على ابتلاعها ولاهو قادر على اخراجها ..
ماذا سيقول اردوغان للأتراك عام 2023 .. وماذا سيقول خصومه للأتراك ؟؟ بالتأكيد انه سينأى بنفسه عن اللاجئين السوريين وسيزايد على العنصريين الاتراك في اغداق الوعود بالتخلص منهم واعادتهم آمنين الى بلادهم ..
ماذا سيقول اردوغان للاتراك ؟؟ لاشك انه سيكلمهم عن الازمة الاقتصادية .. ولكن الازمة الاقتصادية مرتبطة بالوجود السوري الذي صار ينظر اليه في الاوساط الشعبية التركية على انه امتصاص لطاقات تركيا وهو توريط لها بصراع لانهاية له اذا استمرت تركيا على موقف اردوغان .. الذي توقفت بواباته الاقتصادية وصادراته عبر البوابة السورية نحو الجنوب العربي الثري في الخليج .. والحل سيكون بايجاد حل مع سورية سيطرحه المعارضون على الشعب التركي .. وبهذا الحل سيخرج اللاجئون او سيخرجون بالقوة .. وستحل المشاكل التركية وتوتة توتة خلصت الحدوتة .. من وجهة نظر المعارضة ..
المعضلة التي لايتوقعها أحد ان كتلة من اللاجئين استقرت وصارت لها مصالحها وأعمالها في تركيا وهي مترددة في العودة الى بلد ناهض من الحرب لتواجه مرحلة اعادة البناء الصعبة .. وهؤلاء سيتسببون بتوتر كبير بمحاولة ابعادهم ..
اللاجئ السوري استفاق فجأة في أزمات تركيا ليجد نفسه وقد أرغم على ان يكون خصما لكثير من الاتراك وخاصة الاتراك الذين يكرهون اردوغان او الاسلاميين الاتراك .. فهؤلاء ينظرون الى السوريين على انهم عملاء ادوغان وموالون له .. وطالما انه خصهم بالرعاية الدعائية فانهم سينتقمون منه بضربهم وايذائهم .. فقد كانت هذه الرعاية الاردوغانية الدعائية والاستعراضية للسوريين اللاجئين سبببا في انه نسبهم لنفسه وحزبه .. وصاروا محسوبين عليه .. ولذلك فان اي صراع في اي مستقبل تركي سيكون فيه السوريون بين المطرقة والسندان .. وسيتلقون انتقاما أكثر لأنهم صنفوا على انهم ضيوف اردوغان وعملاء التيار الاخواني التركي .. والتيار الاخواني التركي لن يترك السلطة بعد اليوم لا بانتخابات ولاغيرها .. وهو متمسك بها .. لأنه يخشى عملية انتقام وتطهير اجتماعي بعد ان قام اردوغان بتطهير كل المؤسسات من خصومع وسلمها للاسلاميين بمختلف الذرائع .. وزج الالاف في السجون بذريعة الانقلاب .. ولذلك لن يترك الاسلاميون السلطة .. واذا حدث صدام داخلي فان اول من سيتم الانتقام منه هو السوريون لانهم دروع اردوغان التي تؤيده وتنافح عنه ..
في كل يوم تصلنا أخبار فقط من تركيا عن الهجمات اليومية على السوريين بشراسة حيثما كانوا .. في الباصات وفي الحدائق وفي الشوارع وفي بيوتهم .. فقط في تركيا الكراهية الشديدة للسوريين بلغت مستويات قياسية .. لانسمع عن هذه الهجمات المتكررة في مصر ولا في الجزائر ولا في الاردن ولا في اليونان ولا في المانيا ولا ايطاليا ولا فرنسا .. فقط في بلاد اردوغان يهان السوريون ويضربون ويلاحقون .. في كل يوم غارة تركية على اللاجئين او جريمة بحق عائلة او أطفال ..
القلوب متنافرة ومملوءة ومكتظة بالكراهية والحذر بين السوريين والاتراك .. وقد افتتح العنصريون الاتراك عام 2022 يانفعال شديد ضد مول يملكه سوريون رغم ان سبب التوتر سخيف جدا ولكن الاتراك كأنهم يريدون اي ذريعة … ولم يصدقوا ان خلافا حدث حتى توجهوا للانتقام من اي شيء سوري يصادفونه .. وخاصة الاستثمارات السورية التي صارت رمزا للغرباء المكروهين السوريين الذين سرقوا بلادهم وهربوا أموالهم واليوم يسرقون لقمة عيش الاتراك .. السوريون ضيوف اردوغان .. وعملاؤه .. وأنا شخصيا سمعت اكثر من مرة ان هذه الاحداث وراءها المخابرات التركية باشراف اردوغان نفسه التي تريد دفع السوريين لمغادرة تركيا بارهابهم عبر هذه الرسائل الرهيبة .. انها ثقافة طورانية .. قتلوهم في سورية واخرجوهم من ديارهم .. واليوم سيقتلهم الاتراك في تركيا لاخراجهم من ديار الاتراك ..
أمام اردوغان أخر فرصة لتجنب الكارثة في تركيا .. بأن يعيد ادلب ويعيد السوريين باي طريقة .. وينفض يديه من الورطة السورية ويغلق باب بيته على نفسه ويوصده لأنه ان لم يفعل فان عليه ان ينام والقنبلة الموقوتة تحت سريره .. فالصدام العنصري قادم لامحالة ..