رحيل صديق الصفحة الأستاذ أحمد لطفي (من مصر) .. صاحب النسخة المصرية لصفحة نارام

فوجئت منذ ايام بسؤال عن علاقة الصفحة بصفحة المفكر الراحل أحمد لطفي .. وعندما قرأت التساؤل لم يخطر ببالي انه نفس الشخص الصديق المصري احمد لطفي … وظننت ان الخبر يتعلق بشخص آخر فالاسماء كثيرة ومتطابقة في عالمنا العربي .. ولكن عندما فتحت الصفحة التي كان قد اسسها الصديق المصري أحمد لطفي باسم نارام سرجون وكان يرسل لي دوما ليطلعني على مستجدات وقضايا مشتركة .. صعقتني المفاجأة .. ان الراحل أحمد لطفي هو نفسه الصديق المصري المتحمس والمحب الذي لايزال يحتفظ بتلك الرسالة التي أرسلها له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما كان أحمد طفلا في المدرسة وارسل رسالة للرئيس .. ويعتبرها أيقونته الفريدة ..

انه مؤسس النسخة المصرية لصفحة نارام سرجون .. والذي تجشم عناء تأسيس صفحة نارام بنسختها المصرية وجمع لها أكثر من 15000 متابع .. وكان يبدي اعجابه الشديد بما ينشر فيها ويعتقد انها صفحة لكل العرب وان مايرد فيها هو رواية جديدة لنا ورؤية جديدة واستشراف ونهضة .. ولكن الاهم انه كان يرى ان المقالات الاولى في السنوات الاولى للحرب السورية والربيع العربي تم توثيقها بدقة في هذه المقالات التي كانت الانعكاس الصادق للمشاعر والوطنية الصافية .. وتعكس جدا تاريخ الربيع العربي وكل معاركه الفكرية .. حتى انه كان يعتبرها الوثيقة الاهم لتاريخ الحرب السورية ..
وكان الراحل على تواصل معي وبيني وبينه عشرات الرسائل الطويلة .. ولم يفسد للود بعض الاحتكاكات بشأن بعض التباينات في قراءة التاريخ الحديث وشخصياته .. وهو كان يرى ان الدولة السورية تسير نحو النصر ولم تخطئ في الانفتاح على الخاطئين الذين لم يحملوا السلاح ولم يخونوا رغم انهم أخطؤوا بحقها وحق شعبها ..


وأحمد لطفي كان أكثر الاشخاص الذين تأثروا لفقدان الصفحة بعد عدة سنوات اثر قيام الفيسبوك بالغاء الصفحة الاولى الشهيرة التي جمعت عشرات آلاف المتابعين واعتبر ان تلك الخسارة لاتعوض لان فيها أجمل المقالات واجمل التفاعلات بين الناس .. وفي تلك السجالات بين الناس كان يمكن ان نقرأ كل الحرب السورية وكل الربيع العربي .. وتمنى علي ان يتم تجميع المقالات السابقة لاعادة نشرها في موقع او مدونة لايتهددها الضياع ولا الحظر .. وبالفعل فقد ارسلت له عشرات من المقالات الاولى منذ سنة .. وقمت أيضا بمتابعة تجميع الباقي لتحفظ كلها وتنشر لمن يريد ان يناقش ماحدث وكيف حدث .. لانها ستظل حوارات ورؤى لايجب ان تتلاشى فهي جزء من نقاشات كل السوريين والعرب وكل الاحرار والمقاومين في هذا الشرق خلال اصعب مرحلة من تاريخنا الحديث ..


ولكن غاب أحمد لطفي منذ فترة ولم يظهر كما العادة .. وظننت ان ذلك عادي لانه كثيرا ماكان يغيب ثم يظهر فجأة مثل طائر مهاجر عاد الينا ويحط على أشجارنا محدثا ذلك الضجيج الجميل والرفرفة واهتزاز الاغصان .. لأنه كان اما يظهر متحمسا او معاتبا او محرضا او مختلفا معنا من باب الوطنية المشرقية والعربية .. ولكنه هذه المرة لم يظهر .. الا وقد رافقته صفة .. الراحل ..


حزنت عليك ياصديقي .. وتمنيت لو اعطيتني الفرصة كي أقول لك وداعا .. وان أقول لك ان كل مااتفقنا عليه كان من اجل هذا الشرق .. وكل مااختلفنا عليه كان من أجل هذا الشرق .. فسامحني انني لم أكن في وداعك .. وشكرا لك على كل محبتك لسورية وللصفحة .. وشكرا لكل غيرتك على هذا الشرق العربي .. وشكرا على كل مابذلته لتجمع السوريين والمصريين ليقفوا ضد الجهل وضد الفكر المريض ..
رحمك الله ياصديقي .. واسكنك فسيح جنانه .. وتعازي القلبية لعائلتك ومحبيك

https://www.facebook.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%8A-171501312936895/

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to رحيل صديق الصفحة الأستاذ أحمد لطفي (من مصر) .. صاحب النسخة المصرية لصفحة نارام

  1. غ ر كتب:

    رحم الله الصديق وكل الشرفاء.

    رحم الله – سمر الحج – المرأة المقاومة.

    من المتنبي:*

    وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا – لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ

    وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ – وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ

    *
    http://www.almotanabbi.com/poemForPrinting.do?poemId=171

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s