اللهم صل على سيدنا سليمان القانوني وعلى آله وصحبه أجمعين

حقا انني أرثي لحال الانبياء .. جميعا .. ولاأستثني أحدا .. لأن هناك دوما من يتفوق عليهم في عقول الناس حتى ينسى الناس الانبياء .. وأرثي لحال الامم التي تريد مزيدا من الانبياء ولاتقدر ان تستدعي احدا الى النبوة لاعتبارات كثيرة ولكنها تصنع ماهو اهم من الانبياء .. من البابوات والخلفاء والحاخامات ..


علماء المسلمين يواجهون معضلة كبيرة اكبر من المعضلة المسيحية واليهودية وهم يصطدمون بعبارة ان النبي محمد هو آخر الانبياء على عكس المسيحية واليهودية التي لم تتورط في هذه المعضلة الفقهية وتركت الامر متاحا لمن ان يكون نبيا .. المسلمون لديهم الرغبة القوية في صناعة الانبياء ولكن عبارة (لا نبي بعدي) اغلقت الابواب امام اي طامح .. لأن كل عالم دين يعتقد نفسه نبيا ويتصرف كنبي وانه يكلم الله في الفتوى .. وان اجتهاده (ان هو الا وحي يوحى) .. ويحس احدنا وهو يقرأ عن طريقة تأريخ الدين الاسلامي وشخصياته انه امام أنبياء حقيقيين ولكن بلا وحي .. ولكن كتبهم أهم من القرآن وتفوقوا على النبي محمد في تقواهم وصبرهم وكراماتهم .. بل ان العظمة والهالة التي تضفى عليهم تريد منك ان تقول بأن شخصية النبي محمد لاتستحق النبوة أمام عظمة هؤلاء الخلفاء والعلماء والسلاطين لأن مافعلوه للاسلام هو الاسلام وان مافعله النبي كان مجرد تأسيس .. بل انك ربما اذا قررت المقارنة بين هذه الشخصيات الاسلامية وبين النبي فان الكفة سترجح بقوة لصالح هذه الشخصيات ويبدو النبي نفسه عاجزا عن مواجهتها او ان يدخل في المقارنة بها لانها ستتفوق عليه حتما لكثرة ماتمدح ويثنى عليها ولايذكر من صفاتها الا انها كانت خارقة وفوق بشرية .. وربما لاتشرب ولاتأكل ولاتبول .. انهم باختصار ليسوا بشرا كما النبي الذين قال انما انا بشر مثلكم .. بل هم ملائكة على الارض ..


فكل التراث يريد في النهاية ان يقول لك ان من أحاط بالنبي ومن جاء بعده أفضل من النبي وان لم يقل ذلك بشكل مباشر .. ولكن تأثير مايقال في اعماق النفس يرفعها الى مقام الانبياء .. وأن النبي مؤسس للدعوة ولكن لولا هؤلاء الافذاذ والعظماء لانتهى الاسلام المحمدي .. فليس لمحمد فضل كما لخلفائه !! .. ولولا معاوية لما كان الاسلام على حاله اليوم .. وان الاسلام ليس مدينا للنبي بقدر ماهو مدين لهؤلاء الرجال الذين حملوا راية النبوة من بعده .. وعندما تتعب وأنت تقرأ انجازاتهم ولاتقدر على ان تجاري الورق تلو الورق والصفحات تلو الصفحات وهي تتلو لك أعمالهم وأخبارهم تفهم ان الغاية منها هي قتل النبي محمد لصالح هذه الشخصيات التي ترتفع وهي تنهض على جسده .. وأستطيع القول ان الرسوم الكاريكاتيرية التي أهانت النبي ليست أقل اهانة للنبي من تلك الكتابات الاسلامية التي تجعل أتباع النبي من الخلفاء والسلاطين أعلى منه مرتبة واعظم عملا ولاتستطيع ان تقارن خدمتها للدين بما قدمه النبي .. بل انني عندما افتح كتب التراث فان اسم النبي لايتكرر كما تتكرر اسماء اصحابه وأبناء اصحابه وجيرانه وكل من مر به .. بل ان من جاء بعد النبي بعشرات ومئات السنين يحظى بالتقديس أكثر من النبي .. وهنا كنت كلما قرأت تلك التعظيمات والاشارات المقدسة لشخصيات لاتعرف النبي ولم تلتق به وخلافا لما عرف عنها من انها متهتكة او أصيبت بلوثة الانسان المادية الانانية .. أعرف ان المقصود بها هو التقليل من شأن النبي .. وان اهانة النبي لم تبدأ مع حملات الغرب والصهيونية والحملات الصليبية .. بل بدأت في قلب التراث الذي رفع من مقام شخصيات تاريخية وأعطاها صفات نبوية كاملة .. تكاد تقول ان على النبي ان يستقيل من تراثنا لان هناك من تفوق عليه ..
شيء غريب هذا الاصرار على التعامل مع التاريخ وشخصياته بصفة دينية وليست سياسية واسباغ صفات النبوة على سلاطين وخلفاء وعلماء .. لأن البسطاء والسذج عندما يقرؤون هذا التوصيف تخشع قلوبهم .. وينسون النبي الذي يصلون عليه ولكنهم يتعلمون من هؤلاء العظماء السلاطين والخلفاء والعلماء ..


لاأدري لماذا لانقدر ان نفهم ان هارون الرشيد شخصية سياسية ولايجب ان تكون شخصية لها صفات نبوية .. لماذا يجب ان تقترن عظمة هارون الرشيد بأنه كان يحج عاما ويغزو عاما .. ولماذا يجب ن يكون الغزو شرطا من شروط الاسلام؟؟ من هو الذي اعطى اسم الغزوات لمعارك النبي ؟ رغم انها كلها تقريبا كانت معارك دفاعية وانه هو الذي كان مغزوّا ويدافع عن حقه ..


في كتابات الدكتور الباحث والمفكر الاسلامي محمد ياسين حمودة اشارة الى ذلك ومن ان اطلاق اسم الغزوات كان افتراء على النبي .. حتي في معركة بدر جاءت قريش كلها وسافر جيشها من مكة الى قرب المدينة لملاقاة النبي الذي خرج لاسترداد مال المهاجرين من قافلة ابي سفيان .. اي ان جيش المشركين قطع مسافة 300 كم ليقاتل بينما كان النبي على بعد كيلومترات قليلة من المدينة .. ومع هذا سميت غزوة بدر .. ثم غزوة احد وفيها كان النبي في موقع الدفاع ولم يغز احدا .. ثم غزوة الخندق … وهكذا .. ولكن تفسير ذلك الاصرار على تسميتها بالغزو هي اسباغ النزعة العسكرية للنبي ونزعة القتل التي بررت وحشية الخلفاء والسلاطين والرغبة في التوسع .. وهذا ماأسس لشيء سمي بالفتوحات .. رغم ان كل توصيات النبي في جميع كتب التراث لم تكن تطلب اجراء عسكريا لنشر الاسلام .. وجاءت مرحلة الفتوحات لحل مشكلة داخل النظام السياسي الجديد الذي تبلور بعد وفاة النبي .. فالخلافات الاسلامية بين الشخصيات الاولى كان كبيرا وكان من الحتمي ان الدعوة ستتفجر داخليا بصراعات على السلطة بين أصحاب النبي ذاته .. بين الهاشميين والأمويين .. والأنصار والمهاجرين .. وبين انصار علي والمعسكر المناوئ .. وبين القرشيين وأهل المدينة .. وبين الرافضين لخلافة ابي بكر والقابلين بها .. بين المرتدين والباقين .. وهكذا .. ومن يقرأ الاحداث المتسارعة في تلك الايام ويضعها في صيغة أخبار يومية عاجلة على شريط اخباري في فضائيات اليوم سيحس انه امام وضع سيتفجر بين لحظة وأخرى .. وان الحرب الاهلية ستندلع في المدينة ومكة .. فكانت فكرة ابي بكر في اخراج هذه القوى المتصارعة من المدينة ومكة الى حروب خارجية كي ينسى الناس خلافاتهم الشديدة او يؤجلوها لأنه كان يرى ان زمام الامور بدأ يفلت .. وكانت عمليات الغزو الخارجي مفيدة لان المغانم الكثيرة ألهت المسلمين عن السلطة واعطتهم جزءا كبيرا منها .. وقد نجحت ساسة الفتوحات في نقل الصراع الداخلي الى مرحلة الجهاد الخارجي .. الذي كانت له فائدة جني الثروات وتراكمها .. فقد حصل الامويون مثلا على السلطة في بلاد الشام بدل مكة وأقر عمر لمعاوية بولاية الشام بعد موت أخيه يزيد ولم يفكر ان يولي غير شخصية اموية من باب الديمقراطية العربية والشورى .. فالتوازن العائلي كان حساسا جدا ..ولذلك كان الحكم الاموي في الشام تأسس منذ عهد الخلافة الراشدة وعندما وصل علي الى الخلافة وجد ان البيت الاموي أسس ثقلا سياسيا جديدا في دمشق بدل مكة منذ عشرين سنة وصارت عملية اقتلاعه مكلفة ولكنها ضرورية ..


المهم ان تلك اللحظة التي صنعت الغزو جزءا من شخصية الاسلام هي التي قادت العقل الاسلامي .. فالسلطان الذي يغزو هو السلطان الذي يغزو ويحتل ويجبر امما اخرى على الولاء له .. وهذا ليس عيبا .. فكل الامم تباهي بانتصاراتها العسكرية وتوسعاتها وهي شكل من أشكال التحولات الحضارية بين الامم .. وتحرك طبيعي فالفرس والرومان والاغريق كلهم صنعوا نفس الشيء من التمدد العسكري باسم نشر الحضارة .. ولكن من العيب ان تصبح الاحلام الامبراطورية جزءا من عقيدة وانها كانت خدمة للعقيدة .. بل ان التباهي بأن العقيدة نشرت بالعسكر والسيف اهانة لها واحتقار لها .. لان ذلك ينفي عنها صفة العقيدة والايمان ويجعل المغلوب الذي آمن مكرها على الايمان .. قلبه مليء بالشرك والكره للدين الجديد .. ويضفي صفة شريرة على اي دين مهما كان .. وكان حريا بمؤرخي المسلمين ان يتجنبوا هذه الاشارات التي تربط الدين بالغزو ويتركوها على انها طموحات مرحلة سياسية .. وبرامج توسعية تخص شخصياتها البشرية فقط .. لكنهم جميعا يصرون على ان ماحدث كان انطلاقا من وصية نبوية وعقيدة الاسلام لخدمة الاسلام كدين ..بل ارضاء لله ..


المهم ان المرحلة العثمانية فعلت كل شيء رهيب .. باسم الاسلام .. الناس وضعوا على الخازوق باسم الاسلام .. وذبحوا باسم الاسلام .. ونهبوا وظلموا باسم الاسلام .. وعاشوا أفقر ايامهم باسم الاسلام .. ابناؤنا ماتوا في حروب السلطنة لرفعة اسم الاسلام .. خرب الشرق العظيم وماتت مدنه باسم الاسلام .. تحولنا الى فلاحين وأجراء لدى العثمانيين والباشوات لمدة 400 سنة من أجل الاسلام .. لم نقدر ان نبني صرحا حضاريا او بناء واحدا في دمشق او بغداد او القاهرة لتلك الفترة سوى الحمامات والتكايا السخيفة للباشوات .. لانه لم يبق لدينا الا عمال سخرة .. وفلاحون جوعى .. واذكر انني خلال زياراتي لباريس ولندن وعواصم اوروبا كنت اقف امام صروح بناء عملاقة عظيمة كتب عليها تاريخ البناء .. عام 1600 و1700 .. فيما كل مدننا كانت طينية في ذلك الزمان .. وكنت أتساءل كلما وقفت امام مبنى : وماذا كان اهلنا في دمشق يبنون في زمن هذه الابنية البديعة؟ كنت أرى ان كل القصور والعمران العظيم في شرقنا العظيم كان يعود لزمن الرومان والفرس والاسكندر والمرحلة العربية الاسلامية الاولى والمرحلة الايوبية .. ومن قبلهم بآلاف السنين .. فقط المرحلة العثمانية فقيرة جدا وصامتة وليس فيها الا المقابر وبيوت الطين وعلامات الفقر والتصحر الذي انتشر في الهال الخصيب بسبب انتزاع العنصر البشري من ارضه ليحارب من أجل الاسلام في النمسا وفيينا والبلقان وضد روسيا .. ومع كل هذا البؤس والفقر في التاريخ يخرج علينا الاخوان المسلمون – وهم العثمانيون الجدد – يريدون اقناعنا بالعودة الى ذلك الزمان حيث السلطان العظيم يفتح لنا العالم ويغزو لنا العالم ويرفع من شأن الاسلام .. فيما ان كل فتوحاته لم تترك مقبرة واحدة تحترم موتانا الذين ماتوا تحت رايته في بقاع ارووبة .. ولامقبرة واحدة لنا في اوروبة التي فتحها العثمانيون .. بل كان اولادنا يدفنون كالمواشي ومع المواشي .. ويسير الجيش العثماني عائدا بالانتصارات ويوزع السلطان النياشين ويرسلهم الى مدننا وقرانا ليكونوا باشوات وولاة على من بقي منا ..لنخدم السلطان وغيره ولنتكاثر كي نرسل له مزيدا من الجنود لنصرة الاسلام ..
في قراءتي للدعاية العثمانية هذه الايام ألاحظ دوما عملية تقديس غريبة للسلاطين العثمانيين .. واسباغ صفات نبوية عليهم .. وهي عملية غسل دماغ .. ونتيجة هذا الغسيل الدماغي يصبح المسلم لايريد عهد محمد بل عهد السلاطين العثمانيين ..بل انني لن أنسى كيف ان شيخ مقرئي دمشق في مؤتمر الارهابيين في القاهرة برعاية الاخوان المسلمين سخر من الامام الحسين وقال انه لافضل له على الاسلام بالقياس الى أفضال غيره .. ويعني ان يقول ان الحسين لايضاهي اسلامه اسلام سلطان عثماني فاتح للأمم .. فهل يقارن الحسين بعبدالله بن مسعود او بالسلطان سليمان القانوني مثلا ؟ وهذا كان نوعا من اعتبار ان الاسلام ليس في النبي بل فيما بعد النبي .. وبالذات كل من يوالي عقيدة الغزو والسلطة والفتح ..


وقد قرأت منشورات اخوانية عن السلاطين العثمانيين وهي متواصلة ومتلاحقة ولاتتوقف تريد ان تجعل الناس يحنون الى السلطنة العثمانية .. ويقبلون بحكمها .. تمهيدا لتسليم البلاد لاردوغان والاتراك في عام 2023 .. وهي كثيرة .. واخترت ماكتب فيها عن السفاح سليمان القانوني الشهير بقصور الحريم والغلمان التي لاتشبع نهمه .. وعندما قرأت ماكتب عنه احسست انه نبي .. بل أفضل من النبي محمد بعشرات المرات .. وان الناشرين قصروا في ذكره وذكر فضائله وحواراته مع الله .. وكان يجب ان يتلى اسمه في السجود بالصلاة عليه وعلى آله وأصحابه بدل النبي محمد لولا الحرج من هذا التغيير ..


هذه هي عملية التزوير .. وهي رسم النبي محمد بالكاريكاتير عندما يصبح سفاح وقاتل وغاز افضل من نبي عظيم بالتزوير وبشهادة علماء المسلمين واخوانهم المسلمين ..


لكل من يقرأ هذه الكلمات عن سليمان القانوني ان يجيبنا .. هل كتب هذا عن النبي محمد نفسه؟ النبي محمد الذي نسيه المسلمون وتركه اصحابه بلادفن وترك لعائلته لتدفنه .. ولم تقم له جنازة .. ولم يقدر ان يكتب وصية .. بالقياس الى سليمان القانوني النبي العثماني الذي علم المسلمين وهو في التابوت يمد يده ليقول انه سلطان ولم يأخذ شيئا من الدنيا .. ومن شدة خشيته من الله اخذ فتاوى المسلمين معه الى القبر كي لايتحمل مسؤولية مافعله .. وهي قصة مبتدعة وليست حقيقية ولكن الغاية منها ان كل مافعله سلاطين بني عثمان من شرور كان بسبب فتاوى علماء المسلمين ودينهم المحمدي .. وهو ان فعل شيئا سيئا فانه بسبب العلماء وليس لأن عقله السيء امره بذلك .. هل هذا الكلام يعني الا شيئا واحدا وهو ان سليمان القاوني اعظم من النبي محمد .. المدفون بلا جنازة .. والذي عجز عن ان يكتب وصية لايختلف بعدها الناس .. وطرد اصحابه من حوله غاضبا في ايامه الاخيرة .. لانهم اتهموه انه يهجر ويهذي .. بالمقارنة مع هذه الميتة الطيبة لمولانا ونبينا سليمان القانوني .. الذي اكرمه الله بوفاة عظيمة .. وتوبة عظيمة .. وسخر له امة الاسلام لتصلي عليه .. ولذلك فان علينا القبول بحكم احفاده وسلالاته لنا .. وان نعتبر المرحلة المحمدية قد انتهت لانه تمت مصادرة دورها من قبل انبياء اعظم .. انهم أنبياء بني عثمان الفاتحين ..
اننا نستحق كل مايحدث لنا طالما ان الدين لدينا لايزال يحتقرنا .. ولازلنا نحتقر ديننا باعطائه لكل الغزاة والمجرمين كي يمسحوا جرائمهم به .. وشهواتهم به ..
انا أقولها بالفم الملآن .. ان محمدا قد مات .. ولكنني على دين محمد الذي ظلم من قبل أتباعه منذ يوم دفن ولايزال يسرق منه كل شيء حتى نبوته تعطى للغزاة والمجرمين ..
واقولها بالفم الملآن ان سليمان القانوني قد مات .. وكل سلاطين بني عثمان قد ماتوا .. ولكنني لن أكون على دين احد منهم .. وهو بالنسبة لي دين المجرمين والقتلة واللصوص والغزاة والمنهكين بمرض الدنيا وشهوة الحكم .. شاء الاخوان المسلمون ام لم يشاؤوا .. مهما اخفوا الحقيقة وضللوا الناس .. لأن الاخوان المسلمين هم في النهاية عصابة عثمانية .. تريد ان تستعيد السلطنة وتعيد ابناءنا الى عهد العبودية والاقطاعية والباشوات .. وترسل بناتنا لملء قصور بني عثمان بالحريم ..

==================

اقرأ واضحك عن هذا النبي المسمى سليمان القانوني .. الذي له صفات نبي .. وكاد يكون مولودا من عذراء مثل الروح القدس .. طبعا هذا كلام عاطفي وكل وثائق التاريخ تضحك عليه لأنه كذب وتزوير .. الرجل كان ديكتاتورا شبقا .. جشعا .. طاغية .. وهو في نظر الاخوان المسلمين .. اعظم من نبينا محمد نفسه ..

ﻳُﺮﻭﻯ ﻋﻦ الخليفة العثماني *ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ* -رحمه الله-، أنَّ ﻣﻮظفي ﺍﻟﻘﺼﺮ أخبروه عن استيلاء ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﻭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ “ﻃﻮﺏ ﻗﺎﺑﻲ” .. ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ، ﺧﻠﺺ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ضرورة ﺩﻫﻦ جذوع الأشجار ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ؛ ﻭﻟﻜﻦ السلطان سليمان كان من عادته حين ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ، أن يأخذ رأي مفتي الدولة، الذي كان لقبه الرسمي شيخ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺘﻮى؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻣكانه، ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ببيت شعر ﻳﻘﻮﻝ ﻓيها:

اذا دبّ النمل على الشجر .. فهل في قتله من ضرر؟؟

ولما قرأ الشيخ أبو السعود الرسالة أجابه بقوله: ﺇﺫﺍ ﻧُﺼﺐَ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ..  أخذ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺣﻘﻪ ﺑﻼ وجل

وﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳُﻠﻴﻤﺎﻥ، فقد كان لا ﻳُﻨﻔﺬ ﺃﻣﺮﺍً ﺇﻻ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﻣﻦ علماء الإسلام.

ولما ﺗُﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻠﻄﺎﻥ سليمان ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻔﺮﻩ إﻟﻰ فيينا قبل ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺯﻳﻜﺘﻮﺭ، عاﺩﻭﺍ ﺑﺠﺜﻤﺎﻧﻪ إﻟﻰ اﺳﻄﻨﺒﻮﻝ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﻊ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻮﺿﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻓﺘﺤﻴّﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻴﺰﻭﺍ ﺇﺗﻼﻓﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘُﺮﺍﺏ، ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ ﻓﺘﺤﻪ .. فأﺧﺬﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺼّﻨﺪﻭﻕ ﻣﻤﺘﻠﺊ بفتواهم، حتى يدافع بها عن نفسه يوم الحساب .. ﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ، مفتي الدولة العثمانية، ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺎﺋﻼً: ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﺄﻱ ﺳﻤﺎﺀٍ ﺗﻈﻠﻨﺎ، ﻭﺃﻱ ﺃﺭﺽٍ ﺗُﻘﻠّﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻣﺨﻄﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﻳﻨﺎ؟

ومما روي عنه – رحمه الله – قوله: “عندما أموت أخرجوا يدي من التابوت، لكي يرى كل الناس، أنه حتى السلطان خرج من هذه الدنيا بيدٍ فارغة” .. هذه سيرة السلطان سليمان، وليست سيرة (حريم السلطان) – ذلك المسلسل القذر، والقنوات، والممثلين، الذين شوهوا صورة ذلك البطل المجاهد، الذي بلغت مساحة دولته (24 مليون كم) موزعة اليوم على 40 دولة.

سليمان القانوني والذي كان شاعراً وخطاطاً مجيداً، خطَّ القرآن الكريم بيده  8 مرات.

– وكان ملماً بعدة لغات، من بينها اللغة العربية، وكان يلقب بسلطان المثقفين ومثقف السلاطين.

– وقد دام حكمه 47 عاماً، قضى منها 10 سنوات على ظهر فرسه، غازياً في سبيل الله، وقاد خلالها 13 حملة عسكرية بنفسه.

– وفي عهده فتحت صربيا والمجر وجنوب أوكرانيا ورومانيا وبلاد القوقاز، ووصلت قواته الى النمسا في قلب أوروبا.

وحررت في عهده الجزائر وليبيا من الاحتلال الأسباني، والعراق من الاحتلال الصفوي، 

وحررت البحرين واليمن، وتم تطهير سواحل الخليج العربي وخليج عدن من الأساطيل البرتغالية الصليبية.

– وكان يتدخل في شؤون فرنسا الداخلية، ويعتبرها ولاية تابعة لدولته.

– وفي عهده تنازلت فرنسا عن ميناء طولون، فأصبح قاعدة حربية إسلامية هامة في غرب أوروبا.

– ولما توفي *السلطان سليمان القانوني* ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻔﺮﻩ ﺍﻟﻰ ﻓﻴﻴﻨﺎ، قبل ﻣﻌﺮﻛﺔ – ﺯﻳﻜﺘﻮﺭ– دقت أجراس الكنائس في كل أوروبا، فرحاً بموته، وجعلوا يوم وفاته عيداً من أعيادهم.

يقول المؤرخ الألماني الشهير “هالمر” كان هذا السلطان أشد خطراً علينا من صلاح الدين نفسه.

هذا هو *السلطان سليمان القانوني* الذي شوّه  تاريخه وجعلوه محباً للنساء، يلعب ويلهو مع (حريم السلطان).

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s