لاأدري لماذا يتعب محور المقاومة في حوار الأحزاب اللبنانية وهو يدري انه لن يغيرها ولو ذهب في رحلة الاسراء والمعراج ووصل الى سدرة المنتهى .. وعاد ومعه السيد المسيح مباركا .. بعض الاحزاب اللبنانية لم يعد خافيا انها ليست لبنانية بل هي من ممتلكات اميريكا وعقاراتها في الشرق الاوسط .. عقارات اميريكا ليست اسرائيل التي هي محطة عسكرية .. بل لأميريكا أسرائيليات صغيرة مثل المحطات الفرعية للمحطة الكبيرة .. في لبنان يقف شامير جعجع ويقاتل مثل اي اسرائيلي .. قتل الفلسطينيين وقتل اللبنانيين المسيحيين العروبيين والوطنيين .. وقتل المسلمين السنة الذين أزعجوا اسرائيل .. وقاتل العماد عون لأنه لم يسمح له أن يؤسرل لبنان .. وخطف الديبلوماسيين الايرانيين في بيروت واهداهم كأسرى حرب لاسرائيل كي تقايض بهم الطيار أردون أراد الذي كلف جعجع بالبحث عنه ومبادلته .. ثم قتل رئيس وزراء لبنان رشيد كرامي .. وعندما خرج من السجن قاتل السوريين وقتل العمال السوريين ثم انضم الى جوقة الكذابين في 14 آذار وأفسد كل مابناه اللبنانيون من استقلال وراكموه من قوة .. وهو يستميت من أجل نزع سلاح حزب الله .. وهو يدفع للحرب الاهلية ويقتل المتظاهرين السلميين وهو لم يحارب داعش ولا القاعدة .. بل رحب بهم ودافع عنهم كما دافعت عنهم اسرائيل وحاول ان يمنع حزب الله من ان يهزمهم في الجرود والبقاع .. وأستطيع بكل ثقة مطلقة أن أقول ان القوات اللبنانية ولاأستثني منها أحدا.. رجلا أو امرأة .. قياديا او قاعديا .. هي اسم مزيف لشيء اسمه القوات الاسرائيلية في لبنان .. واسمها الحركي القوات اللبنانية ..
فهل نفكر في محاولة اقناع تياره ان يتغير .. رغم ان كل من يسير معه يعلم سيرته الذاتية ويعلم انه يحمل رتبة سرية في جيش اسرائيل وهو نسخة مسيحية عن الجولاني او البغدادي .. أي انه اسرائيل صغيرة في لبنان .. فالقواتيون هم اسرائيليون في ميولهم وفي نفورهم من الشرق العربي ويعدون كل من يقاتل اسرائيل عدوا لهم ..
الصورة لشامير جعجع قائد القوات الاسرائيلية في لبنان

لاأعرف ان كانت هناك أي جدوى من محاولة مخاطبة او مجاملة وليد جنبلاط أو تيار وليد جنبلاط .. جنبلاط تطوع في الجيش الاسرائيلي وصار برتبة جنرال اسرائيلي منذ أن أعلن انضمامه للمعركة الاسرائيلية ضد محور المقاومة وخدم اسرائيل خدمات جليلة .. ولايمكن ان ننسى يوم حط شارون في ضيافته شخصيا .. وقال انه كان مرغما عليها .. ولكن الأحداث اليوم صارت تفسر الماضي وتقول ان شارون كان بضيافة ضابط احتياط اسرائيلي في الموساد لعب دوره باتقان .. ولايختلف عن الدور الذي لعبه الملك حسين عندما كان برتبة جاسوس لدى السي أي ايه وهو على عرش الاردن .. فكيف يكون الملك حسين جاسوسا ولايكون جنبلاط ضابط احتياط برتبة جنرال في الموساد .. وهو له أخلاق البغدادي وأخلاق الجولاني واخلاق اردوغان ..
ومن المحطات الفرعية التي تقوم بعمل اسرائيل (جوالة) هو تيار الاخوان المسلمين بكل فروعه ومسمياته المختلفة .. فهو يسمى في تركيا بالعدالة والتنمية وفي فلسطين حماس وفي اليمن الاصلاح .. وفرعه في لبنان يسمى تيار المستقبل .. فتيار المستقبل هو ذراع لبناني مقنع لأفكار الاخوان المسلمين الذين لاهمّ لهم سوى تصنيف المسلمين الى سنة وشيعة وقتل الوطنية والعروبة .. وتيار الاخوان المسلمين هو الذي قاتل كل من قاتل اسرائيل منذ ان افتتح الصراع مع عبد الناصر .. واذا كانت وظيفة اسرائيل هي تقديم خدمات عسكرية للغرب كخزان للحرب فان الدولة الخفية ومحطات وفروع الاخوان المسلمين هم جزر اسرائيلية لأنهم يقدمون نفس الخدمات لأن كل حروب الاخوان المسلمين في الشرق كانت خدمة لاسرائيل .. فهم حاربوا عبد الناصر .. وحاربوا القومية العربية في الستينات .. وحاربوا سورية وحاربوا في الجزائر باسم مستعار اسمه جبهة الانقاذ وهم حاربوا في اليمن وهم تولوا الحكم في تركيا ودمروا نصف العالم العربي ولم يخدشوا اسرائيليا واحدا في كل ثورة الاخوان المسلمين التي غطيت بقناع الربيع العربي .. ورغم كل المفاوضات والمصالحات والمباحثات مع جميع تياراتهم وزعاماتهم في كل مراحل الصراع معهم لم يتغيروا قيد شعرة .. فهم لايحبون القومية ولا يحبون الوطنية ولايكترثون الا بالسلطة التي هي كاسهم المقدس الذي يبحثون عنه .. وعندما يمسكون به يملؤونه بالسم ويسقونه لأوطانهم وشركائهم في الوطن كما فعلوا في مصر وليبيا وتونس ..
هذه الانتخابات اللبنانية هي حرب اسرائيلية باردة .. وهي ليست لبنانية بل هي انتخابات بين اسرائيل وسورية .. فكل من يريد اسرائيل معروف .. وكل من لايريدها معروف .. وكل الباقي والتفاصيل هي مسرحيات وأقنعة .. يعني باختصار شديد ان من الوهم ان نتخيل ان اسرائيل هي وحدها اسرائيل في منطقتنا التي تلعب دور الخادم الامين للغرب .. فهناك اسرائيل القوات اللبنانية .. وهناك اسرائيل الاخوان المسلمين .. وهناك اسرائيل التركية .. وهناك اسرائيل السعودية وهناك اسرائيل الكردية .. فكل من يمد اسرائيل باسباب البقاء والقوة هو امتداد خفي لها واستطالة من استطالاتها التي تمتد من تل ابيب الى الشرق الاوسط .. وتنشر بذورها السامة ولتقتل الارض والانسان .. ولا سبيل الا ان نقطع ايدي وفروع اسرائيل كي تموت اسرائيل في تل أبيب ..
وأفضل ما نصف مانحن فيه من اذرع اسرائيل بيننا هو ماقاله المتنبي لسيف الدولة: وسوى الروم خلف ظهرك روم .. فعلى اي جانبيك تميل؟؟