عندما قرأ الرئيس فلادي مير بوتين رواية “الشياطين ” لدوستويفسكي لم يكن يعاني العدمية الوجودية و لم يمارس العدمية السياسية في أوكرانيا و لا العدمية الأممية في الأمم المتحدة بل إنَّه ما زال يحاول جعل العالم بكفتيّ ميزان لا بكفة واحدة راجحة لصالح العهر الأميركيّ المتكاثر في بؤر عدمية عدم تعاون الدولة الأميركية المارقة و عدم احترامها للقيم العالمية إلَّا في اتجاه هذا العهر , و عندما قرا الرئيس بشَّار الأسد الرواية نفسها بعنوان آخر يوافق التركيبة اللغوية العربية المتنوِّعة كالماسّ و الممسوس لم يكن يرى المسّ الأميركيّ في المنطقة على أنَّه جنّة و نعيم , و لم يمسح ارتباط دمشق بتأسيس الدولة الأموية في الوقت الذي يتلقَّى ضمن ثوانيه اتهامات عدمية من الحاقدين ترمي إلى تصوير سورية على أنَّها في حضن ولاية الفقيه الدينيّ قبل السياسيّ “ولاية أعداء الدولة الأموية” كما يروّج هؤلاء , و ليست في خضم مصالح اقتصادية و تحالفات وجودية في وجه الزوال و العدمية , فالعرب الأشقاء هم من طعنوا الخاصرة و حاولوا اقتلاع القلب و الكبد , و ليست دمشق من تخلَّت عن وجودهم في قلب التحالفات المتنوِّعة و المشرَّعة في عوالم السياسة و الساسة !…….
لكنَّنا نرى أنَّ حامل لواء العثمانيين الجدد بعصبة الإخوان المسلمين “أردوغان ” يحاول تصنيع العدمية الوجودية و السياسية و الاقتصادية من أجل تصديرها إلى الخارج أو التهديد بتصديرها , إذ ينقلب على الجميع في محاولة كسب الجميع منتظراً لحظة فقدانهم و كسبهم من جديد ببيعةٍ أخرى من بيعات الغدر التي يشتهر بها فصيل الإخوان المسلمين حامل عصبته المتناقلة من جينٍ إلى جين ,و لواء انقلابهم على أيّ عهد لصالح الانقضاض على فجوة جديدة من فجوات هذه العدمية بغرض إملائها بتعاريف غدرٍ جديدة تحت عناوين سياسية مشبوهة و أقاويل عبثية سامّة , مستغلَّاً الفراغ في العقل الذي يصنعه التصنيف الدينيّ بشكلِّ أشدِّ وطأة من التصنيف الائتمانيّ نتيجة الامتلاء الموبوء بمعتقدات دينية خاطئة تجعل هذا العقل يعيش بعد تراجع الهوية و الانتماء إلى الدرك الأسفل من الاهتمام عدمية التفكير و التحليل و المحاكمة و التأويل !…….

في مؤسَّسة القيامة السوريَّة الفينيقية ما زال الرئيس الأسد يقاوم عدمية انهيار الوضع المعيشيّ للمواطنين , و في مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس ما زال تصنيع الذيول هدفاً يحمي الرؤوس من السقوط في المجهول فهل للعمل الحكوميّ في سورية بوصلة تحميه من الأفول ؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو