لم يفاجئني ألكسندر دوغين في تعبيره عن مشاعره بعد اغتيال ابنته .. ولو قال غير ذلك لخاب أملي وأصبت بالع+هلع من أنني كنت مخدوعا بفيلسوف .. لان خيبتنا في ربيع العرب ممن لبسوا ثياب الفلاسفة والمفكرين لعقود لم تضاهها خيبة .. وكانت خديعتنا لأنفسنا لاعلاج لها ولابرء من سمها .. وبقيت في ذاكرتنا كالوشم الأسود ..
لكن الفيلسوف الاصيل والمفكر الحقيقي يعرف من مواقفه الكبيرة ومن زهده بما يرغب به الناس .. ومن اقترابه من الانبياء وملامستهم بطريقة تفكيره .. فالفيلسوف ألروسي الكبير الكسندر دوغان ليست له رغبة بالانتقام ولايراه الا شيئا حقيرا وصغيرا رغم ان من مات في التفجير هو لحمه وأجنحة روحه .. ابنته داريا ..
كم أحس بالأسف وانا اقارن بين هذا الموقف العظيم وبين مواقف من ظنناهم فلاسفة بيننا عندما اكتشفت انهم صاروا فلاسفة للعنف وللحقد وفلاسفة للطوائف والكراهية .. منهم من كان ينتقد الأديان بل وكان شيوعيا او ملحدا تحول فجأة بين عشية وضحاها الى فيلسوف للمذاهب وماتحت المذاهب وللطوائف وماتحت الطوائف وفيلسوف لجبهة النصرة والقاعدة .. وكانوا يصدمونني وأنا أراهم يتضورون جوعا للانتقام وهم ظمأى للدم ويصفقون للتوحش ويفلسفونه ويعذرونه وأحيانا يمجدونه ويحرضون على مزيد من العصيان والرفض والقتل وتحويل الخصم الى مجرد حيوان .. كانوا يتضاءلون ويذوبون بسرعة قياسية تحت ثيابهم وكأنهم مصنوعون من الثلج الذي يذوب بارتفاع الحرارة .. وتبين لي أن واحدهم لايستحق ان يكون حتى مأذونا لكتابة عقود النكاح .. ولكنه ينفخ أوداجه وهو يتم تقديمه على انه فيلسوف ومفكر عربي واستراتيجي وابن فلان وحفيد فلان .. وأهم شيء لدى الفيلسوف هو انه لايدعو للانتقام ولايدعو للثأر والتشفي .. ولايحتفل بالمجازر ضد المدنيين .. ولايقبلها .. بل يعتبرها نقيصة واهانة له ولعقيدته .. وان كان له موقف في السياسة والحرب فانه موقف مبني على قيمة ومبدأ القتال بشرف والاعتراف بالخصم على أنه انسان ..
ولذلك فانكم عندما تقرؤون ماكتبه المفكر والفيلسوف الكسندر دوغين صديقنا وصديق آلامنا والقريب من همومنا نحن المشرقيين .. ستعرفون كم يجب ان نتعلم من هذا الرجل وفلسفته .. ونتعلم أن الانتقام للصغار .. والانتصار للكبار ..
هذا ماكتبه دوغين:

“كما تعرفون جميعا، ونتيجة للهجوم الإرهابي الذي نفذه النظام الأوكراني النازي يوم 20 آب، وخلال عودتنا من مهرجان تراثي بقرب موسكو، ابنتي داريا دوغين تم قتلها بشكل وحشي بعبوة ناسفة أمام عيني.
كانت فتاة ارثوذكسية جميلة، مناضلة وطنية، ومراسلة حربية، وكان يتم استضافتها كخبيرة في المحطات الرئيسية، إضافة لعملها الأكاديمي في الفلسفة. خطاباتها العلنية وتقاريرها الصحفية كانت دوما عميقة وأصيلة ورصينة، لم تدعو يوما للعنف أو الحرب، وكانت نجما صاعدا في بداية رحلتها العملية، قتلها أعداء روسيا بخبث ودناءة.
ولكن شعبنا لن ينكسر، حتى بهذه الضربات التي لا تطاق، يريدون كسر عزيمتنا بالإرهاب الدموي لضرب أجمل ما فينا، في النقاط الأقل تحصينا، ولكنهم سيفشلون.
لا نبحث عن الانتقام أو القصاص، فذلك صغير، ولا يعبر عن قيمنا الروسية، نحن نبحث فقط عن الانتصار، ابنتي وضعت حياتها على مذبح الوطن، ولهذا أرجوكم، انتصروا
أردنا أن تكبر لتكون ذكية وبطلة، دعوها تلهم أبناء وطننا في هذه المهمة العظيمة الآن”
الكسندر دوغين، 22 آب 2022
عزيزي نارام…
هل هناك تشابه بين كلام دوغين وكلام المفتي السابق سماحة الشيخ بدر الدين حسون عند تشييع ابنه الشهيد سارية حسون ؟؟؟!!
ارجو الاجابه