وأخيرا .. رحل الرجل الذي هوّد الاسلام .. وباع يد النبي للناتو .. هل يلام القرضاوي؟

كم تأخر ملك الموت في تنفيذ هذه المهمة الجليلة .. وكان هذا التأخير سببا في ان يخسر الملايين أرواحهم وحياتهم .. ولاأدري ان كان ملك الموت يقبل عتبي عليه أنه يقبض من نحب في وقت عصيب لنا .. ويترك من لانحب بسبعة ارواح يبقون ويعيشون ويطيلون البقاء .. ويكون التأخير في قبضهم سببا في هلاك الملايين ..
ظن الناس أنني أنتظر هذه الفرصة لأنقض على القرضاوي واشيعه ببعض الهجاء وذكر المفاسد والجرائم التي اقترفها هذا القاتل الفاتك .. وأنا كلي غبطة وسرور .. ولكن موته لم يجلب علي أي شعور بالبهجة لأنه عندما كان على ملك الموت أن ينقذ ملايين البشر بقبضه فانه تركه وانشغل بقبض ارواح الملايين الذين كان القرضاوي ينسج لهم موتهم وعذاباتهم .. وكان فمه القذر ينفث الدم في كل مقابلة .. وأنفاسه الكريهة مثل رياح السموم والرياح التي تحمل الغازات الكيماوية في الحروب ..
تفنن الرجل في اختراع طرق الموت .. وتفنن في طريقة تهويد الاسلام ونتونته (جعله ملكا ليمين الناتو) .. ولن ننسى كيف انه أرغم النبي على ان يضع يده في يد الناتو في فتوى صادمة تقشعر لها الأبدان عندما أقسم يمينا غليظا ان النبي لو كان بيننا الأن لوضع يده في يد الناتو ..


الغريب أن أتباعه يبحثون عن رحمة عليه ويبحثون عن مبرر له ويبحثون عن أسباب مخففة لجرائمه .. ولايهمهم انه كان ينام آمنا مطمئنا قرب قاعدة العيديد والسيلية ولم يفكر في ان يزعج مقام القاعدين فيها .. ولم يفكر هؤلاء الأتباع برجل دين وواعظ في قصر حاكم فاسد وعائلة أميرية لاتقيم وزنا للعدالة والحرية والانسانية وللشورى وللزهد الاسلامي .. وهي التي تملك اليخوت وتنفق مليارات المسلمين على البذخ والفجور .. وكان القرضاوي في كنفها راضيا مرضيا .. وقد صمت عنه مريدوه ولم يسألوه أيضا عن رأيه بالقواعد العسكرية الامريكية في قطر والخليج وان كانت تنطبق عليها فتوى الجهاد التي أطلقت ضد كل المسلمين وعلماء المسلمين وقادة المسلمين في الربيع العربي .. ولم يسأله أحد عن هذا التجرؤ على الله عندما كان يدعو لقتل انسان ويتحمل الدم ويحمله في رقبته .. وان دل هذا على شيء فانما يدل على ان أتباعه ومريديه كانت لديهم رغبة في القتل والدموية وأنه كان يستجيب لهم بقدر ماكانوا يستجيبون له ..


من وجهة نظري لايلام الرجل على مافعل .. فالأمة سمحت له وأعطته عنانها وقيادها رغم انه كان مجرد موظف عند أمير .. وهو رجل دنيا بشكل لا لبس فيه .. وهذا هو الطريق الذي ارتضاه لنفسه في الدنيا .. وكان عبدا مأمورا .. وصعلوكا من صعاليك الأمراء .. لايقول الا مايقولون ولايعصي لهم أمرا .. ولكن اللوم كل اللوم هو على هذه الامة التي ارتضت لنفسها ان يقودها قوادو الدين وموظفو المخابرات .. وارتضت ان يتجرأ أحد منها على البدهيات والمسلمات الانيقة والعقلانية الاخلاقية لأي دين ..


لم يتجرأ أحد ويلومه على انه يقطع بأن حكم الله هو مايحكم به وان اعدام شخص او زعيم ليس فيه خطأ او اجتهاد يقبل الشك او الخطأ أو الصواب .. أما هو فانه كان يقطع بكل يقين ان الله يريد حكم القتل ويضع دم القتيل في رقبته وكأنه (ان هو الا وحي يوحي علمه شديد القوى) .. أي انه لم يكن يطبق مقولة العلماء الشهيرة (هذا رأيي والله أعلم) .. بل انه كمن كان يتلقى الوحي من جبريل مباشرة في غار حراء مثل النبي وبدل اقرأ كان جبريل يقول له (اقتل باسم ربك الذي خلق) .. وبعد كل هذا الكفر بقي مريدوه والمؤمنون به معجبين به .. ولم يعاتبوه على ماسفك من دم وماحلل من دمار .. ولم يطلبوا منه اجراء مراجعة للنفس او مراجعة الفتاوى والاجتهاد الذي يقبل الخطأ والصواب .. ولم يبعث له أحد طالبا منه ابداء الندم وطلب الغفران ان اخطأ في الاجتهاد .. وهذا يدل على ان القرضاوي كان يلبي رغبة عنف ودمويه لدى هؤلاء وانهم مستعدون للخطيئة والقتل ..


القرضاوي الموظف عند أمير قطر الذي بدوره موظف لدى السفارة الأمريكية لالوم عليه ولاتثريب .. وبلغ استهزاؤه بالناس وبأتباعه انه لم بعد يحسب لهم حسابا.. ولم يفكر بهم أنهم قد يفكرون وقد يعترضون .. فكان على يقين انه مسموع مهما بلغ به السفه والطيش والمكر والفجور في الفتوى التي تتحدى الله وتتحدى الرسول وتتحدى أبسط قواعد الايمان والمنطق .. وعلى رأي المثل العربي (يافرعون من فرعنك؟) .. فالناس هي التي تصنع الفرعون عندما تسكت عن تماديه في الاعتداء عليها وعلى حقها وعلى عقلها .. والقرضاوي الفرعون الديني لم يجد من يرده او مايضع له حدا أو من يحرجه ويجعله متأنيا أكثر في اطلاق الفتوى .. وفي هذا الجو من العبودية المطلقة والخضوع الذي يشبه خضوع الجثة لمن يغسلها كان له ل الحق في أن يفعل مايشاء بالناس .. دفعهم للموت والحرب ودفع أبناءهم للانتحار فيما كان يدلل أولاده ويرسلهم الى اميريكا والغرب لنيل الشهادات والوظائف .. وهذه الحالة هي التي وضعته فوق القانون الاسلامي وهي التي صنعت القرضاوي وأعطته الحرية كي يبيع الدين ويبيع البشر ويبيع الاوطان ويبيع يد النبي للناتو .. ويبدو ان المسلمين الذي كانوا يحاسبون عمر بن الخطاب على المنبر اذا اخطأ او يقوّمون أبا بكر اذا مااعوج هم كذبة كبيرة من أكاذيبنا .. لأنها لو كانت حقيقة لكانت نهجا يحاسب المستبدين بالدين وليس فقط المستبدين بالسلطة ..


الشعوب العربية مسؤولة بشكل كبير ومباشر عن هذه الظاهرة وستبقى تنتج لنا ظاهرة القرضاوي دوما لأنها لم تفرز موقفا جريئا وشجاعا يحاسب هؤلاء الوعاظ على استهتارهم بالفتاوى ويعاقبهم ويرجمهم او يعزلهم .. والشعوب العربية التي كانت تتمرد على الاستبداد والطاغوت كما تدعي كانت ترعى الاستبدادا الديني والطاغوتية الدينية المتثلة برجال الدين وعلى رأسهم القرضاوي .. فهؤلاء الحكام المستبدون بالدين تصرفوا مثل الحكام المستبدين بالسلطة وبشكل فردي مطلق .. ولم تتم محاسبتهم رغم ان اي مراجعة لحكمهم المستبد كانت ستوصل الى مساءلة عن هذا التناقض في التشريع والحياة .. فكيف يرسل القرضاوي ابناء الناس للموت والانتحار ولكنه يرسل ابناءه ليكونوا سفراء ويدرسون في الجامعات الغربية؟؟ وكيف يتسبب بهلاك ملايين الناس ويهلك أرضهم وديارهم ومدنهم وهم مسلمون فيما ان الناتو هو الذي ينفذ الفتوى الاسلامية بتدمبر السلطات والدول ويطبق الفتوى التي أقرها القرضاوي؟ كيف يكون مفتي علماء المسلمين وجميع أعضاء الناتو على قلب رجل واحد ؟ ألا يدعو هذا للشك بالرجل والعمل على محاكمته وتنفيذ الحد الشرعي به؟؟
الشعوب العربية لم يعد لها الحق بأن تطالب بالحرية بعد ظاهرة القرضاوي وأمثاله .. لأن من يطلب الحرية يملك الشجاعة في وضع حد لحرية الاستبداد المطلقة ويكون جاهزا لمحاكمة كل سلطة تسيء استخدام سلطتها وخاصة السلطة الدينية .. ولكن لم تتحرك الامة حتى في ابشع لحظات المواجهة مع الخيانة .. فعندما يكون لدينا ملك جاسوس في المخابرات الامريكية مثل الملك حسين ثم لاتجرؤ مملكته على نبش قبره ونثره على هذا العار الذي ألحقه بها فانها لاتستحق الحرية .. وعندما يبيع الملك المغربي القدس وهو الامين عليها والمؤتمن من الامة عليها ثم لاتقتله هذه الامة فانها لاتستحق ان تطالب بالحرية .. وعندما يتسلط رجل مثل القرضاوي على دينها ويمارس الاستبداد الديني وتبقى وفية له ولتعاليمه رغم مارأته من دمار وكوارث ومهالك .. فانها لاتستحق هذا الدين ولاتستحق الا اللات والعزى .. وستبقى عملية انتاج هذه الظاهرة بسبب هذه الثقافة التي لاتحاسب الخونة بقسوة ..


نعم لقد بلغ استهزاء الرجل بالامة حدا لايصدق .. انه صار يقول أغرب الأشياء ويقتل البدهيات الايمانية والدينية والأخلاق التي هي عماد اي دين .. صارت الاخلاق في الدين ان نقتل العلماء ونقتل المسلمين ونقتل المذاهب التي تخالفنا .. وصار الدين هو ان نتحالف مع الدول التي تستخف بالنبي وتصوره يحمل القنابل في عمامته ويخزن النساء في خيمته .. ولم يقل القرضاوي لهم أفّ .. بل كان مشغولا بصياغة الفتاوى حسب الطلب .. واسهل مالديه كان هو صناعة الفتوى التي تحولت الى ماكدونالد دكان اتحاد علماء المسلمين .. رغم ان الفتوى تحتاج نقاشا وبرلمانا اسلاميا ومجتهدين يتبادلون الرأي .. ولكن كان الناتو يرسل الطلبية الى اتحاد علماء المسلمين فتخرج الفتوى بتوقيع القرضاوي بعد ساعات بتدمير هذه الدولة او قتل هذا الرئيس او ابادة هذه الطائفة أو اغتيال هذا العالم .. والغريب ان قرار القتل لديه كان اسهل من قتل الثعالب ..


مايؤسف له هو انه وبعد كل العنف والدمار الذي كان القرضاوي يفتي بجوازه لايزال هناك من يترحم عليه ويعتبره وسطيا .. فيا ويلي من هذه الوسطية التي كلفتنا بضعة ملايين من القتلى ومئات المدن وآلاف القرى وخمس جمهوريات عربية .. وتخيلوا انه كان وسطيا وخرج ببضعة ملايين ضحية .. فكيف لو كان متطرفا؟؟


ان القرضاوي ليس نسيج وحده .. وانتشاره وقبوله بتناقضاته وتهتكه في الفتاوى دون مراجعة يدل على ان في أنفسنا هناك قرضاويا صغيرا يختبئ .. وان كان للقرضاوي فضل فانه كشف لنا أن الهزائم ليست دوما من صنع العدو .. بل الهزائم تأتي من دواخلنا .. لأن المريدين للخطيئة لايريدون ان يروها خطيئة .. ولايعرفون المراجعة الا للتبرير والتبرئة .. وهو كشف لنا أن الامة ليست بخير عندما يفتي لها بالخيانة فتتبعه ولاتسأله ثلث الثلاثة كم هو .. انه قدم لنا التشخيص لمشكلة في طريقة صياغة وتكوين العقل العربي الذي يخدره المنبر .. وليست له مهارة التمرد الفكري عند خيانة البدهية .. بل ان البدهية تسقط عندما تحضر سلطة الدين .. ولم يتعلم فن الفلسفة والمحاكمة العقلية .. انه الدليل على ان العقلاء يجب ان يبحثوا في طريقة لاخضاع رجل الدين لسلطة الفرد في الشارع وليس العكس .. وليكون رجل الدين موظفا عند رجل الشارع وليس في قصر الامير ..


انني كرجل أعرف ان عقل الله لايشبه عقل البشر ولاأقدر ان أقرأ عقل الله .. ولاأعرف كيف سينظر القرضاوي في عيني الله .. ولكنني أعرف ان النبي اذا مارآه فانه سيغضب وسيحمر وجهه كما لو فقئ حب الرمان في وجهه ..


انني لاأعرف فعلا اين سيكون القرضاوي اليوم .. في جهنم والدرك الاسفل منها ام بين الحوريات ويتنقل بين قصوره وحجرات حورياته عاريا .. لكنني سأتقدم بطلب عاجل الى السماء أن تأخذ شهادات ملايين القتلى واليتامى والأرامل والجياع والمشردين والذين ماتوا في البحار .. وان تضع هذه الشهادات في ميزانه .. وأن يحاسب عليها .. وأن نلبي رغبة كل هؤلاء وأمنيتهم بالعدالة الالهية في أن يزج به الله في النار خالدا مخلدا فيها ابدا .. وأن يلقي على وجهه المهل .. وان تعتني به الزبانية .. وأن توضع في جيده حبال من مسد .. وأن يرسل عليه طير الابابيل لتجعله كعصف مأكول .. وأن يحشره فيها مع الجواسيس والخونة والعملاء .. والقتلة .. والشياطبن .. في قعر الجحيم .. فمن باع يد النبي للناتو .. اين يجب أن يكون؟ أجيبوني بالله عليكم ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to وأخيرا .. رحل الرجل الذي هوّد الاسلام .. وباع يد النبي للناتو .. هل يلام القرضاوي؟

  1. مرام أحمد كتب:

    جهنم وبئس المصير هو و العجوزة النار إليزابيث

    أصلا وجه يخوف أعوذ بالله

  2. Fareed كتب:

    حياك الله ……ما العبرة في ترك الله هذا المجرم طوال هذه السنوات يفتت اﻷمة ويقتل الملايين من أبناءها؟؟؟؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s