عندما أقرأ ل ليوتولستوي قصص سيفاستوبول عن حصار هذه المدينة في حرب القرم الشهيرة التي حصلت ما بين الدولة العثمانية و إلى جانبها مصر و تونس و بريطانيا و فرنسا وما بين الإمبراطورية الروسية في الفترة الممتدة من 1853 إلى 1856 أتخيَّل أنَّ أكذوبة المصالح السياسية وسيمفونيات الأمن القومي ما هي إلَّا ذيل الأطماع الاقتصادية لكنَّني لا أستطيع نفي بطولة الانتماء لدى من يحب وطنه و يدافع عنه و عن تحالفاته حتَّى آخر رمق هوّية لن تستبدل مهما لوَّنها دم الشهادة!.
لكنَّ السؤال المستمر منْ سيشهد على ولادة المراحل الجديدة بهذه الشهادة و من سيحوِّل انتماء قطعان الشعوب من مكان إلى آخر وبهوية جديدة وبمزاج مختلف ؟!…….
من جديد نتساءل من المخطئ في أوكرانيا غلمان أميركا و صبيانها وأقدامها أم طموح الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد الروسي بشكل سوفييتي بوتينيّ ؟!…….


هنا في العمق التحليليّ من نافذة تاريخ سيفاستوبول الذي لن نتساءل عنه من جديد في ماريوبول وخيرسون وخاركيف وزاباروجيا ودونيتسك و لوغانسك لكننا سننظر إليه من إصرار واشنطن “صانعة لصوص المكامن و الثروات في أيّ مكان تحت مسمَّى شرطة القطب الواحد لا العالم الواحد” على الاقتحام بعلم الديمقراطية الملوَّن من حيث دمَّر هذا العلم دول كثيرة و فتَّتها و حوَّلها إلى أشلاء ممزَّقة من سورية إلى العراق إلى أفغانستان إلى ليبيا إلى كلّ بقعة تعمل أميركا على بثّ الفوضى من خلالها إلى دولٍ عظمى لا تريد لنجمها أن يبزغ ولا تريد لدورها أن يلوح كما يجب , فقط لتبقى شرطيّ العالم و سيِّد أقزام تدميره الممنهج , فلا ديمقراطية بمعناها الإنسانيّ تولد و لا ديكتاتورية بمعناها اللاإنسانيّ تموت لنبقى متسائلين هل سيغدو بوتين قيصر الإمبراطورية أم لينين الشيوعية أم حامل عصا الرأسمالية أم مبدع قدَّاسٍ جديد لكنائس مكافحة المثلية , و من سيغدو بايدن بعد تكرار نفث الفوضى الديمقراطية الأميركية العابثة بالتكنولوجيا في وجه تنين تثبيت الاستقرار الديكتاتوريّ الصينيّ المنتظم بالتكنولوجيا, و بعد كلّ ذلك لا بدّ من الإقرار بأنَّ الحدود العالمية مرسومة و السقوف موضوعة قبل بدء أيّ تغيير لن يخضع لانزياحات غير مدروسة ؟!…….
في مؤسَّسة القيامة السوريّة الفينيقية نتساءل هل تعمل الحكومة السورية على تثبيت مزاج الانتماء ليبقى منيراً أم أنَّها تطفئه ليتحوَّل إلى اتجاهاتٍ أخرى تزيح الهوية بأكملها و لا تغيِّر خاناتها فحسب مسيئةً بانطباعات لا نعرف هل هي عابرة أم غير عابرة إلى سيّد سورية الأول و شعبها الذي بات أخيراً ما بين شعوب العالمين , و هل يدرك عباس بن فرناس مؤسَّسة الذيول كي نطير أم أنَّه سيبقى حابساً رأس الفينيق بينما أقدامه في الماء وأجنحته في السماء و أحلامه في الحرير؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو