حريديمهم !! .. وماذا عن حريديمنا؟

الاستاذ نارام
لاشك أنك سمعت بالخلاف بين الحريديم اليهود وبقية فئات المجتمع الصهيوني حيث يرفض الحريديم رفضا قاطعا الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي .
طيب ماهو الفرق بين الحريديم الاسرائيلي اليهودي وبين فكرة الشباب الديني في مجتمعنا حيث يعفى المتدينون في بلدنا تحت رعاية وزارة الاوقاف من الخدمة العسكرية بحجة أنهم يقومون بأعمال الوعظ والدراسة الدينية والبحث في الفقه.?
هل تسمح لي أن أسألك وأن تجيب بكل شفافية. ماهو الفرق ?

الدكتور **** ******

==================================

الجواب:

بصراحة .. النقطة والملاحظة التي تثيرها مثيرة للاهتمام وتحتاج اجابة .. ولكن ليس مني .. بل من وزارة الاوقاف السورية .. لانها تماثل أو تشابه ملفت للنظر مثير للاهتمام .. وحجة تستدعي استعمال المنطق لتفكيك ألغازها.


أنا من وجهة نظري فان رجال الدين هو الأولى بالجهاد والخدمة العسكرية .. وهم أولياء الدم اذا كنا نتحدث عن دم المسلمين في فلسطين او دم المسجد الاقصى الذي ينزف كل يوم من قبته .. ومن قلبه .. ومن صخرته .. ومن كل شبر في جسده ..
ومن وجهة نظري فانني كمسلم لايقدر أن يفهم كيف أن الجهاد هو ذروة سنام الاسلام .. وأننا نباهي بتعليم ابنائنا ان الرسول نفسه جاهد والصحابة جاهدوا وأدوا مايشبه الخدمة العسكرية النبوية .. ولم نسمع أن ايا من الصحابة تثاقل عن حمل السيف في فجر الاسلام .. ولكن يقعد رجال الدين أو الشباب الديني اليوم عن المشاركة في الجندية والخدمة العسكرية في أهم لحظة .. ويعتكفون في صوامعهم في أقدس لحظة معمدة بدم المسلمين تحديدا .. بحجة البحث في الفقه .. وهم شباب يتدفقون حياة .. والفقه لايحتاجهم .. بل ان أفضل من يقوم به هم كبار رجال الدين ..


ان رفض الحريديم للخدمة في الجيش الصهيوني يطرح سؤالا مشروعا عن هذا التناقض الهائل بين مشروع الدولة اليهودية القائمة على الدين والتوارة ولكنه يخترع كل الاعذار للامتناع عن الالتحاق بخدمة (بلده) و (مجتمعه) وهو مجتمع ديني متعصب متطرف مغال في الدفاع عن (قرار الله) و(شعب الله المختار) ..


ولكن هذا التماثل في التفكير والنظرة للعمل الجماعي بين الحريديم الصهيوين وبعض المتدينين من الشباب السوري يجب ان يدفعنا الى البحث عن شرعية هذا القرار الديني بالسعي للحصول على اعفاء من الخدمة العسكرية في الجيش السوري وترك أعباء الدفاع عن البلاد لكل الشرائح الاخرى .. حتى وان كانت أعدادهم قليلة الا أن رمزية انضمامهم الى الجيش تعني الكثير وتعني ان من يكتب عن نظريات الجهاد وعن فضل الجهاد يجب ان يتمثل هذا الطرح في السلوك أيضا وفي الانتماء ..
واذا كان تشي غيفارا يقول بأن (الثوري هو آخر من يأكل وآخر من ينام .. لكنه أول من يموت) .. فان الاجدر ان يوجه هذا الكلام الى الشباب الديني الذي يجب ان يكون شعاره ( المؤمن هو آخر من يأكل .. وآخر من يقعد .. وأخر من ينام .. ولكنه أول من يموت)
والا فانني بصراحة لاأرى كبير فرق بين شعب الله المختار وبين (ولقد كنتم خير أمة أخرجت للناس)


ولافرق بين دواعش اليهود .. ودواعشنا المسلمين ..
ولافرق بين نتنياهو .. و(ابو محمد الجولاني)
وبصراحة أكثر .. لاأرى فرقا بين حريديمهم .. وأي حريديم ينحو هذا النحو

الحريديم حريديم مهما كانت العمامة او القلنسوة التي تغطي رأسه .. ومهما كان لونها .. عندما تترك الأخرين يموتون وتكتفي لهم بالصلاة ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to حريديمهم !! .. وماذا عن حريديمنا؟

  1. أفاتار BASSEL BASSEL كتب:

    السلام عليكم:

    قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

    أي أن المسلم لا يتقاعس عن العمل و الجهاد في الأرض , هو دائم العمل و يتركه للصلاة ثم يعود إليه.

    وقال رسول الله:إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا.

    من هنا يأتي فضل العمل في الإسلام , و أما أن تجد علماء و مشايخ عملهم هو التفقه في الدين و تعليمه , فهذا و الله أعلم ليس من الإسلام بشيء و إنما هو تقليد يهودي نهانا رسول الله عنه عندما نصحنا بأن نخالفهم و لا نفعل مثلما فعلوا .

    من هنا أعتقد و الله أعلم أنه لا يوجد في الإسلام شيخ ليس له مهنة أو تجارة يعمل بها و أن تعليم الدين و التفقه به هو عمل تطوعي يجزيه الله عنه و يأجره , تخيل عندما يكون عالم دين بين صفوف جيشنا , كم هو جميل عندما يسعى إلى إلتزام رفاقه بدينهم الذي يحضهم على الإلتزام بالنظام و النزاهة و العفة و الشجاعة و الإقدام و حب الأوطان .أستغرب من المدارس الشرعية التي تعتمدها الدولة و تشجعها كيف لا يعلمون الطلبة مهنة تكسبهم عيشهم و لا تجعلهم عالة على مجتمعهم , أين علمائنا و فقهائنا و مفكرينا من هذا الأمر . يجب أن يطرح هذا الأمر على مجتمعنا بأسع أبواب الطرح .

  2. أفاتار MA MA كتب:

    شكرا لصاحب المقال ولصاحب الصفحة لكن هنا أسفت على نشرك لهذا المقال الذي يرى فيه صاحبه الموضوع بآنية وبعاطفة ومن زاوية ضيقة صغيرة لموضوع رجال الدين والخدمة العسكرية ولغط في مفهوم خدمة المجتمع و الوطن ودور كل فرد..

    أتمنى أن تتريث في طرح مواضيع منقوصة أو الأقرب إلى تسميتها خواطر على صفحتك كون صعب التفاعل وتوضيح الأمور وتعودنا طرح مواضيع تجاوزت حالة الخاطرة بزمن ضوئي وعولجت من زوايا كثيرة فكريا واستوفت أكبر قدر من حقها..

    للعلم أنا لست في السلك الديني وأتفق مع صاحب المقال على أن لايصبح الدخول إلى السلك الديني للهروب من واجبات معينة في المجتمع وبالتالي يحمل ذلك وزارة الأوقاف مهمة التشديد في أداء واجباتها في اختيار الأشخاص وفق معايير صارمة ليكون كل واحد منهم قائد مجتمع وليس قائد مستنقع لأن ذلك ما سينعكس على المجتمع عندما يكون عنوان المكتوب كذلك (وألا يعرف المكتوب من عنوانه؟!)..

اترك رداً على BASSEL إلغاء الرد