عيب علينا ان نسمع ثلاث رصاصات أردنية وأن نظن انها مجرد صوت في البراري .. هذه ليست ثلاث رصاصات فحسب .. وليست موجهة ضد اسرائيليين أفراد .. بل هي رصاصات قادمة من المستقبل ..
لم يعد الرصاص يأتي من الماضي .. كما وصفت ثورة الامام الخميني بأنها رصاصة انطلقت من القرن السادس الميلادي واستقرت في قلب القرن العشرين .. فالرصاص صار يأتي من المستقبل .. والرصاص الذي أطلق على الاسرائيليين في السابع من أوكتوبر هو رصاص قادم من المستقبل .. فالفلسطيني الذي طواه القرن الماضي لاجئا مهزوما مأسولا (من أوسلو) جاء على متن السابع من أكتوبر محررا جسورا من المستقبل .. وصار من يومها لنا زوار من المستقبل ..
الرصاص الذي أطلقه البطل ماهر الجازي على الحدود الاردنية الفلسطينية في معبر اللنبي -الملك حسين ينتمي الى نفس رصاص السابع من أكتوبر .. ولمن يريد ان يفهم معنى هذه الرصاصات عليه ان يتذكر ان نكبة 1948 ومذابحها وخياناتها هي التي أطلقت الرصاص على ملك الاردن عبد الله الاول .. وهي التي أطلقت غضب المصريين في ثورة يوليو على الملك فاروق .. وهي التي بدأت اطاحة القيادات العربية التي ساهمت بصمتها وخيانتها في ضياع فلسطين ومأساة النكبة ..
ليس وحده نتنياهو من سيحس بالقلق الشديد من هذه الرصاصات .. بل كل الاسرائيليين .. ولكن من يستجوب هذه الرصاصات سيسمعها تعترف وتقر بأنها ترى رؤوسا قد اينعت .. وحان قطافها .. وفي مقياس الخيانة والرذيلة فان طعن غزة من الزعماء والامراء والملوك العرب .. سيأتي بجيل ظنناه صامتا .. لكنه مل من الكلام .. وقرر ان يعود الى زمن الرصاص الوطني ..

اليوم الرصاصات ثقبت رؤوس اسرائيليين .. وغدا سيثقب الرصاص رؤوس أنظمة عربية ظنت انها ستنجو من التاريخ .. ومن محاكمات الضحايا في غزة .. نعم فان المستقبل قد وصل الى محكمة التاريخ .. والشهود أربعون ألفا بدمائهم .. ومئة ألف جريح يحملون أشلاءهم وعيونهم ودموعهم وقهرهم .. والاف اليتامى والايامى .. والمتهمون في الأقفاص هم كل الملوك العرب ولاأستثني أحدا منهم .. ومن الملوك من أرسل وفوده الى تل ابيب وكأنه سفير اسرائيل في مملكته … ومنهم من ارتكب الخيانة العظمى علنا ..
والمتهمون أيضا مطبعون من كل الطبقات والاتجاهات .. وقادة مسلمون فتحوا السفارات الاسرائيلية وفرشوا لها المطارف والحشايا ولم يقفلوا التجارة مع الاسرائيليين وأرسلوا جنودهم الى ليبيا وسورية وارمينا .. وحاربوا في كل أرض عربية .. ولكنهم اكتفوا بالخطابات وماء الخطابات من أجل غزة التي جف بحرها من كثرة الخطابات التي نقعتها مهرجانات التضامن الكاريكاتوري في بحرها .. خطابات ماأطعمتها من جوع وما آمنتها من خوف ..
المتهمون ايضا فلسطينيون احبها القعود والسلطة و خانوا شعبهم وارضهم وصاروا موظفين يباعون بالذهب والفضة وتحولوا الى مطايا ورزايا وسبايا .. ونهشوا كل من أحب فلسطين ..
كل هؤلاء سمعوا جدا صوت الرصاص في آذانهم .. ويعرفون ان المحكمة ستبدأ قريبا كما بدأت محاكمات مابعد النكبة ..
ولو كنت ملكا عربيا أو أميرا عربيا هذه الايام فلن أقدر على النوم ثانية واحدة .. فهذه رصاصات تقول مالايقوله الذباب الالكتروني والعرافون والمحللون اليوتيوبيون .. فلا اليوتيوب ولا اليوتيوبيا ستعرف كيف ستصل الموجة الثانية من الرصاص القادم من المستقبل .. انها رصاصات يجب ان تدب الذعر في القلوب الضعيفة الخائنة الصامتة .. فلا الكلاب ستحميها ولا الجنود ولا السيافون … الليل الطويل مزق سكونه صوت ثلاث رصاصات .. كأنها الأذان .. يعلن وصول الفجر .. لتقام الصلوات ..
ان نهر الدم في غزة سيجرف الكثيرين .. مثقفين وكتابا ونخبا وصلوات منافقة وشيوخا ووعاظا وتيجانا واعلاميين أوغادا وسفهاء ومطبعبن سفلة .. فكل الرؤوس قد اينعت .. من رأس اسرائيل الى رؤوس حراسها .. وحان قطافها ..


يجب علينا أن نطلق اسم هذا الشجاع المناصر للحق على أسماء الشوارع في كل مدينة من مدننا , حالا , وعاجلا و ليس آجلا.